بعد انقطاع دام حوالي 10 أسابيع ، بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد ، و خاصة استهداف الأقباط ، عاود قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية يوم الأربعاء ، و تناول قداسته فى العظة التقويم القبطي الذي بدأ باضطهاد المسيحيين ، و خاصة فى مصر ، و لذلك سمى التقويم " تقويم الشهداء " .
و قال قداسته أنه باعتبارنا أبناء الشهداء و نفتخر بذلك ، نتأمل فى عبارة " الخطاة الذين تابوا عدهم مع مؤمنيك ، و مؤمنيك عدهم مع شهدائك ، و الذين ههنا أجعلهم متشبهين بالملائكة " معتبراً قداسته أن هذه العبارة تمثل درجات الحياة الروحية .
و أوضح قداسته أن أولى هذه الدرجات هى " الخطية " التى تعبر تعدى على وصية الله ، و إن بقى الخاطئ فى خطيته ، فليس له خلاص إلا بالمسيح ، و يجب على الإنسان أن يتوب و يرفض الخطية بكل ما فيها ، مثل " دانيال " الذى رفض الخطية ، و ظل على إيمانه ، و يجب على كل إنسان ان يعيش حياة التوبة لأن التوبة هى التى ترفع الإنسان إلى السماء ، و تعطيه حياة جديدة .
و أشار قداسته ، أن الدرجة الأعلى هي " عدهم مع مؤمنيك " ، و فيها يعيش الإنسان بالإيمان ، و هو أن يرى الإنسان يد الله أنها تعمل ، و يسلم له حياته ، و الله لا يعثر عليه شئ ، فمثلاً فى قصة " يوحنا المعمدان " فى الوقت المناسب تدخل الله ، وولدت أليصابات ، و أحداث حياتنا تحتاج إلى الإيمان بشدة ، لأن يد الله هي التي تقود العالم كله ، و كنيستنا مليئة بقصص الإيمان التى تعمل فيها يد الله ، مثل قصة نقل جبل المقطم ، و مصر بالذات لها خصوصية بالنسبة للسيد المسيح لأنه احتمى بها من وجه هيرودس ، و يمكننا القول أن العالم محفوظ في يد الله و لكن مصر محفوظة في قلب الله .
و أكد قداسته ، أن " مؤمنوك عدهم مع شهدائك " تعنى أن الله يعطينا نفس إيمان و ثقة الشهداء ، فلو جاء الاستشهاد أهلاً به ، و نحن لا نعادى أي احد ، فالمسيحي يضطهد فيبارك ، يرى إنسان آخر يكرهه فيحبه ، فنحن لا نسمح للكراهية و العداوة تدخل قلبنا ، فقد كان الشهداء يحبون المضطهدين ، و ينظرون إلى كل إنسان يلجأ إلى العنف بأنه محروم من النعمة .
و أضاف قداسته ، أن الدرجة الأخيرة هى " و الذين ههنا إجعلهم متشبهين مع ملائكتك " ، و هى تعنى أننا نعيش على الأرض بطريقة الحياة السماوية ، و هى تعنى أن الإنسان يفكر دائماً فى السماء ، و يعرف أن محاربات عدو الخير تحرمه من السماء و لذلك يجاهد روحياً ، لكى يصل إلى السماء ، فالإنسان مدعوا إلى السماء و السماء هى الأفضل ، فلا نترك الأفضل و ننحط إلى الأرضيات .
و تابع قداسته أن هذه الصورة يجب أن نضعها أمام عيوننا ، ونفرح ببداية سنة جديدة و نعيش فى ملئ الفرح ، لكى تكون حياتنا فرحة مطمئنة ، لأنه لا يوجد ملاك او شهيد يخاف ، و إنما الخاطئ الذى لم يتوب ، هو الذى يخاف .
و شكر قداسته ، كل إخوتنا فى الوطن سواء فى الإعلام أو المؤسسات أو الدول التى ساندت مصر فى هذه المرحلة التى تمر بها ، ودعا قداسته الجميع أن يحول كل الأوقات إلى اوقات صلاة