اجلسى وانسى همومك
بضع دقائق من التأمل اليومي يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً بين وجود مقلق وحياةمن الرضى التام.
لا أحد يعرف تاريخ ظهور رياضة التأمل تحديداً رغم أن كثيراً يوافقون على أن المتأملين الأوائل ظهروا بين قبائل الهندوس في وادي الهندوس بعد وقت قصير من وضع العبيد المصريين اللمسات الأخيرة على الأهرامات.
معرفة
يوضح كارلوس بوميدا، أحد أبرز أساتذة التأمل في العالم ومعلم دائم في مركز «تريوغا» المشهور في لندن، أن ثمة مدرستين فكريتين متنافستين حول نشأته. يقول: «في الهند، يعتبر البعض أن التأمل معرفة اكتشفها الإنسان منذ بداية الخلق. من ناحية أخرى، ثمة سجل تاريخي يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، يظهر أن الناس دأبوا عصر ذاك على ممارسة الأشكال البدائية لليوغا كجزء من الزهد». كان التأمل، آنذاك، عبارة عن نشاط خاص بالطبقات العليا كالأرستقراطيين والقادة المحاربين الذين كانوا ينزوون في الجبال والغابات الهندية لممارسة مهاراتهم المكتشفة حديثاً.
تاريخ اليوغا
يُعتقد أن اليوغا كانت تمارس في الهند منذ ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، على الأقل بحسب الخبراء الذين يظنون أن الأختام الأولى العائدة إلى الحضارة القديمة التي نشأت في وادي الهندوس تظهر الصورة الأولى في وضعية التأمل جلوساً. غير أن وضعيات مط العمود الفقري التي تتميز بها رياضة اليوغا العصرية لم تضف إلا في القرن الثاني عشر. قبل ذلك الوقت، لم تكن اليوغا سوى ممارسة قائمة على الجلوس والتأمل.
في الواقع، لم يتخذ التشديد على وضعية الجسم في شكله الحالي سبيلاً إلى تصفية الفكر إلا في القرن الخامس عشر حين وضع يوغي سواتماراما مبادئ يوغا الجسم التي تشدد على وضعيات الجسم والتنفس.
مع تنامي الروابط بين الشرق والغرب، في وقت غدا السفر سهلاً، أضحت التقاليد الآسيوية شائعة فصدرت الأفكار الشرقية، في ذلك الوقت هرب أستاذ التأمل شوغيام ترونغبا من الجيش الصيني مشياً على الأقدام ووصل إلى إنكلترا عام 1963 حيث أسس أول دير للبوديين التيبتيين في بريطانيا، تتلمذ على يده الشاب ديفيد بوي في مجال التأمل. كذلك أنشأ حركة «الشمبالا» التي منحت اسم مملكة روحية في الهملايا ومركز شمبالا للتأمل في كلابهام في لندن.
في تلك الأثناء، في الجانب الآخر من أميركا الشمالية، ساهمت تعاليم شونرو سوزوكي، أحد الكهنة اليابانيين، في نشر البودية التأملية عبر كاليفورنيا، فاستأثر أولاً باهتمام الجمهور ذي السلوك الغريب ليحظى في النهاية باهتمام المواطن العادي. بيد أن أشهر هؤلاء المعلمين كان مهاريشي ماهش يوغي الذي جال حول العالم عام 1958 لنشر «التأمل المتسامي» وأنشأ حركة روحانية اعتمدها في أوج شهرتها أشهر الشخصيات في العالم وفيهم «فريق البيتلز» ومايك لوف من « ذا بيتش بويز» ودونوفان وميا فارو ولاحقاً الممثل الكوميدي أندي كوفمان. رغم تزايد أتباعه عبر العالم، يقر دارسو التأمل بأشكاله المختلفة وممارسوه على مدى العقود بأنه ليس علاجاً لجميع الأمراض.
يقول أحد المتحدثين باسم مركز شمبالا للتأمل في لندن: «كل ما نقدم هنا هو وسيلة للوصول إلى فكرك. معظم الأشخاص الذين يرتادون المركز يجدون أنه فاعل جداً، لكنه ليس علاجاً مثالياً، بل مجرد تمرين مستمر ولا يهدف إلى بلوغ حالة الصفاء الفكري حيث لا تخطر في بالك أي أفكار سيئة، بل تبقى هذه الأفكار تتدفق لكنك تتعلم كيف تراقبها».
وفقاً لكارلوس بوميدا، قد تكون الحقيقة مخيفة، «فالتأمل ليس علاجاً سريعاً وليس مكاناً مريحاً حيث تختبئ فيه بعيداً عن نفسك، بل على العكس تواجه في التأمل نفسك».
كيف تتأمل
عند الجلوس بصمت واسترخاء تجد أن أفكارك تتدفق وتتسارع. في هذه الحالة، من الصعب بل من غير المجدي مقاومتها. لذا عليك فسح المجال أمام هذه الأفكار والأحلام والأحاسيس للظهور والتلاشي. لكن عد كل مرة إلى المهمة الرئيسية أي التنفس أو التحديق إلى شيء معين.
يهدف التأمل، بحسب التعاليم البودية التقليدية، إلى إدراك الطبيعة الحقيقية للواقع، أي التنوير حيث تظهر النفس كإدراك خاطئ.
يمكن ممارسة التأمل مرة أسبوعياً أو يومياً، فردياً أو جماعياً. كما يمكن أن تدوم الجلسة بين 20 دقيقة وبضع ساعات. يمارس بعض الروحانيين التأمل سنةً بعد سنة. وفقاً لدراسة حديثة، تتضمن عملية التأمل خمسة مركبات هي:
- الاسترخاء
- التركيز
- الإدراك الانتقالي
- تعليق عمليات الفكر المنطقية
- الحفاظ على وضعية المراقبة الذاتية.
للتغلب على ضغطك النفسي
الضحك
القول إن «الضحك خير دواء» ليس بعيداً عن الحقيقة. يحفز ردود فعل الجسم على الضغط النفسي قبل أن يهدئها مجدداً. يصبح الجسم في حالة استرخاء ويمتلئ بالهورمونات المهدئة.
تناول الأطعمة المهدئة
من خلال الانتباه إلى نظامك الغذائي وتناول الأطعمة المهدئة، ستشعر بتحسن كبير من الناحيتين النفسية والجسدية. يجب كذلك التخفيف من الكافيين وتناول المزيد من الأطعمة الغنية بالمغنسيوم كالخضار الخضراء.
اجعل منزلك ملاذاً
بما أن الفوضى تنشئ حالة من الارتباك والشعور بالوهن، تجنب ذلك من خلال توضيب المنزل قبل مغادرته. يمنحك ذلك ملاذاً نظيفاً، آمناً ومفعماً بالهدوء تحب العودة إليه بعد يوم عمل مضني.
تقنيات التنفس
لدى مجابهتك حالة من الضغط النفسي يمكنك التغلب عليها بالتنفس عميقاً. ثمة العديد من تقنيات التنفس التي يمكن ممارستها تقريباً في أي مكان.
نقلا عن اندبندنت