مع الإيقاع السريع للحياة، أصبح التوتر العصبى سمة من سمات هذه الحياة السريعة، والتوتر العصبى ينشأ عن تراكم انفعالات داخلية فى نفس الإنسان وذلك نتيجة الصراعات المختلفة التى يعيشها ولا مفر منها.
وعن ارتباط الإيقاع السريع للحياة بالتوتر العصبى تقول الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس ليست كل التوترات الناتجة عن التوتر العصبى توترات سلبية بل هناك القلق الإيجابى الذى يدفعنا إلى التقدم والتميز وتمد الإنسان بالحيوية النفسية والتجدد الدائم للجهاز العصبى والنفسى.
يجب التأكيد على أن التوتر والقلق السلبى لا يحدث فجأة أبدا ولكن غالبا ما يمر بثلاث مراحل يمكن التعامل مع كل مرحلة حتى لا تتطور أعراض التوتر وتتحول إلى مرض القلق النفسى الذى يحتاج إلى العلاج الدوائى فالتعامل مع الأعراض الأولية أفضل وأسهل ولهذا يجب أن نعرف الأعراض الأولية والتعرف على المراحل المختلفة للقلق النفسى والبداية هى مرحلة الإنذار Alarm Stage:حيث يفرز الجسم هرمون الأدرينالين الذى يؤثر على طاقة الجسم، ومن أعراضه زيادة إفرازه سرعة دقات القلب، سرعة التنفس، وشد العضلات.
ثم تتدرج الأعراض ويبدأ الجهاز العصبى بمقاومة هذه الأعراض فيصل إلى مرحلة المقاومةResistance Stage:
وفيها يكون الإحساس بالتعب، التوتر، وعدم القدرة على تحمل المشاكل فيبدأ الشخص بتجنب المناقشات ويفضل الابتعاد وقد يقوم الشخص بواجباته الأساسية ولا يستطيع حتى التحدث بالتليفون ويفضل الصمت ويقل تركيزه وتكثر أخطاؤه.
ـ وإذا لم يتعامل الشخص مع هذه الأعراض بتغيير بسيط لنمط الحياة أو أجازة قصيرة يشعر فيها بالراحة وممارسة هواية كان يفضلها ولم ينتبه إلى ذلك سوف يعانى من مجموعة من الأعراض النفسية فى مرحلة تعرف بمرحلة التعب Exhaustion Stage:
ويكون الفرد فيها أكثر عرضه للأمراض وعدم القدرة على اتخاذ القرارات أو التفاعل مع الآخرين مع شعور بالضيق، وتغيرات فى المزاج، الملل، الميل إلى الخمول، صعوبة فى النوم، تغير فى العادات الغذائية، مع عدم القدرة على التركيز، الزيادة فى التدخين، قلة الرغبة الجنسية، مع نوبات من الغضب والعصبية.
وأخيرا يجب إدراك هذه الأعراض وعلاجها بجلسات الاسترخاء ومضادات القلق والمشى بمعدل ساعة خمس مرات بالأسبوع حتى تختفى ويسترد الشخص طاقته الجسمانية والنفسية.