فى مرحلة من مراحل عمر الطفل يبدأ يشعر كل من الأب والأم أن طفلهما الصغير المدلل المطيع الذى لا يرد لهما كلمة، أنه أصبح أكثر عنادا وأصبح من السهل لديه أن يرفض قراراتهما، ويفكر كثيرا أيضا قبل أن يطيعهما وينفذ لهما أى قرار عادى، وهو ما يعرف بالميول إلى الاستقلال ومعرفة الذات ..وهو ما سنتعرف على رأى الطب فيه.
وعن هذا الموضوع الذى يواجه الكثير من الآباء والأمهات يتحدث الدكتور إكرامى محمد استشارى أمراض الباطنة والأطفال مشيرا إلى أن هنا ميولا تبدأ فى الظهور على الطفل الصغير المدلل، فيفاجأ الأب والأم أن الطفل أصبح قويا فى شخصيته ولم يعد يتحمل إبداءهما للأوامر المتتالية له، ويذهب إلى الشعور بالغضب الشديد عندما يمليان عليه أمرا ويفكر فيه ثم يقرر ما إذا كان سيقوم به أم لا حسب رغبته.
ويؤكد الدكتور محمد أن هذه الميول وهذه القرارات الجديدة تكون عبارة عن اتجاه صريح من الطفل لتأكيد ذاته وسط هذا المجتمع الخاص به فهو عضو جديد يشعر بأنه يجب احترامه واحترام أفعاله ورأيه وقراراته، لذا لا يجب أن ينزعج الأب أو الأم من هذا التغير الظاهر فى شخصية الطفل فهو أمر جيد يسعى الطفل من خلاله إلى اختبار قدراته الشخصية.
ويضيف أن على الأم والأب استيعاب هذه الميول جيدا لأن هذه التصرفات دلالة على ميول قوية إلى حب السيطرة العادية داخل كل إنسان فى النمو داخل الطفل وتزيد ميوله بما يعرف "بالميل إلى الاستقلال والتعرف اكثر على الذات " فهو يتعرف على قدراته الداخلية وإلى أى مدى يمكن أن يتحكم فى ما حوله.