يفتقد كثير من الأبوين للتواصل المناسب مع أبنائهم، ولا يجدون وسيلة لبناء جسور للتفاهم بينهم وبين الأبناء، خاصة لمن هم فى سن المراهقة، وتحدث كثير من المشكلات مما يترتب عليه نفور الأبناء من الأهل، مفضلين الأصدقاء، ويوضح الدكتور جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس أن علاج هذه المشكلة لا تكون إلا بإحلال الحوار الحقيقى بدلا من التنافر والصراع والاغتراب المتبادل، ولا بد من تفهم وجهة نظر الأبناء فعلاً لا شكلاً، بحيث يشعر المراهق أنه مأخوذ على محمل الجد ومعترف به وبتفرده - حتى لو لم يكن الأهل موافقين على كل آرائه ومواقفه - وأن له حقاً مشروعاً فى أن يصرح بهذه الآراء .
والأهم من ذلك أن يجد المراهق لدى الأهل آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة من الأعماق، لا مجرد مجاملة، كما ينبغى أن يفسح الأبوين للمراهق المجال ليشق طريقه بنفسه حتى لو أخطأ، فالأخطاء طريق للتعلم، وليختر الأهل الوقت المناسب لبدء الحوار مع المراهق، بحيث يكونا غير مشغولين، وأن يتحدثا جالسين، جلسة صديقين متآلفين، يبتعدا فيها عن التكلف والتجمل، وليحذرا نبرة التوبيخ، والنهر، والتسفيه.