(لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم )( يو17: 24)
الله محبة فهو نبع المحبة ذاتها والكائن بها مع ذاته في طبيعته الإلهية
وبنفس هذه المحبة أيضاً أحيا الله الإنسان من تراب ونفخ فيه نسمة حياة
وبالمحبة الإلهية أيضاً إستعاد الله الإنسان بعد سقطته الأولي في الخطية وإستعاده من جحيم إبليس عدو الخير
بالمحبة خلقني الله وهو يقول حين خلقني:
( ولذتي مع بني آدم)(أمثال8: 31)
فأبدعنتي يارب في أحسن كيانٍ على صورتك ومثالك ولكني فضَّلت خطيتي عن محبتك
وفضَّلت إنفصالي عنك إنفصالاً روحياً
ولكن يالها من محبة إلهية عجيبة ،فرغم خطيتي وسقوطي وطبيعتي الفاسدة الشريرة قلت لي :
( محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة)( إرميا31: 3)
لذلك لفت إنتباهنا القديس يوحنا لمحبة ربنا لنا حين قال:
(1يوحنا 4 :19)( نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا )
- الله أحبني أولاً قبل أن يخلقني وتلذذ وهو يخلقني بهذه المحبة الإلهية الغير محدودة
والتي لاتقارنها أي محبة في الدنيا ،ولكن كان شرط محبته الوحيد أن أحيا معه بنفس هذه المحبة
ملتصقاً به إلتصاقاً روحياً بلا خطية ،أي على صورتي التي الأولي المقدسة التي خلقني بها وعليها
ومن فيض محبته الإلهية أدخلني معه في عمق علاقة المحبة
لأتحد به إتحاداً أبدياً... محبة أبدية أحببتك
إنها المحبة الإلهية التي لم ولن تتغير عبر الزمان
والدليل أنه أدام لي رحمته
رغم اني تغيرت عن صورتي وطبيعتي التي خلقني بها وعليها
ورغم أنك تلذذت وانت تخلقني .. ولكنك بالرحمة لم ترفضني
رغم طبيعتي الهالكة ولم تطرحني من قدام وجهك ولم تخرجني من مراحمك الإلهية
ولكني يا لعجزي وضعفي، فرغم أني فضَّلت الإنفصال عنه
ولكني لم أستطع ان أخلص نفسي بأعمالي الحسنة من خطيتي
(أو ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه؟)(متي16: 26)
لأجل هذا فبمحبته ورحمته سكب محبته سكباً بإبن الوحيد يسوع
لأجل خلاصي أنا العاجز عن سداد دَينُ خطيتي لأن أعمال بري عجزت أن تخلصني
(تيطس 3 :4- 6)
(ولكن حين ظهر لطف مخلّصنا الله وإحسانه لا باعمال في بر عملناها نحن
بل بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس
الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلّصنا)
فبالمحبة والرحمة الإلهية تجسد الله لأجلي في إبنه الوحيد يسوع كما وعدني منذ سقوطي
ولأجلي بذل هذا الجسد معلقاً على الصليب لأجل محو خطيتي وهو يقول لي:
( هكذا احب الله العالم حتي بذل إبنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن ب
ه بل لتكون له حياة أبدية )( يو3: 16)
فمن محبته بذل إبنه على الصليب ليأخذ العدل الإلهي مجراه
لي تعطيني مكانها رحمتك الإلهية ، أنا الغير مستحق محبتك ورحمتك
لذلك أخذت عدلك الإلهي من ذاتك ولذاتك
يا إلهي كلما إزداد نبع حبك الإلهي كلما إزداد معه بذلك وعطائك
لذلك صار إبنك الوحيد يسوع ذبيحة حب لانهائية وبذلٌ للذات حتي النفس الأخير
ففي المحبة الإلهية سترت يا إلهي خطاياي لأن محبتك الإلهية هي :
(المحبة تستر كل الذنوب)(أمثال10: 12))
- بالمحبة الإلهية إرتضىت يا الله أن تخلي ذاتك من بهاء مجدك ومن عظمتك
وإرتضيت أن تتخذ جسداً من طبيعتي الساقطة والهالكة
وإرتضيت أن تتواضع فلم تجد لك موضعٍاً لك في عالمنا
ولم تجد مكان تسند فيه رأسك (مت8: 20))
فلأجل محبتك الإلهية ياالله إحتملت بل صبرت علي خطيتي
ولولا محبتك ورحمتك الإلهية لظللت انا الراقد على فراش الموت
مسجوناً في أسر الجحيم بلا رجاء في مراحمك الإلهية
لذلك لم تنسي يارب أن توصينا بالمحبة فيما بيننا لأن المحبة
هي شرطك الأساسي لإتحادنا بك ثانية في جسد واحد بإبنك الوحيد يسوع المسيح
الذي دفع عنا ثمن خطيتنا وإشترتنا يارب بدمك الزكي الثمين
فكما أنك ياالله و إبنك الكلمة واحد في المحبة الإلهية
(ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به و أكون أنا فيهم)(يو17: 26)
هكذا تطلب منا ياإلهي أن نكون واحد فيك وفي جسد إبنك بهذه المحبة
(يوحنا 13: 34) فتقول لنا:
(وصية جديدة انا أعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما أحببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا)
لأنك يارب علمتنا أن الإيمان بدون أعمال المحبة لاشيء
فالإيمان بدون محبة لاشيء ..(1كورنثوس13: 13)
فالمحبة أعظم درجات الإتحاد بك :
(أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة)
(فمن لايعرف المحبة يبقي في الموت لا الحياة الأبدية)(1 1يوحنا 3: 14)
(نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الاخوة.
من لا يحب أخاه يبق في الموت)(1 يو3: 14)
فكما نقلتني محبتك الإلهية من الجحيم للفردوس مع اللص اليمين
هكذا بدون محبة بيننا نعود للجحيم وللموت الأبدي
ثبتنا يا إلهي في محبتك وفي محبة الأخرين
لكي تجعلنا مستحقين أن نحيا معك في المحبة الأبدية التي أحببتنا بها
وبذلت ذاتك في إبنك الوحيد يسوع لأجل أن تحيينا الميلاد الثاني من جديد