أسرعت الفتاة باكية إلي والدها في الحقل، وقالت له: كل يوم أتعرض لضيقة أكبر من التي تسبقها، هل الله تركني ولم يعُد يحبني؟!
فصمت الأب قليلاً، ثم قطع لها العِقد التي كانت ترتديه في رقبتها،
فانفرطت فصوصه في التربة واختلطت بالأتربة، فاندهشت الفتاة جدا من تصرف الأب!!
ثم قال لها: اجمعي الفصوص سريعًا، لأن الشمس قد ذهبت، وها هو الظلام قد أتى.
فبدأت الفتاة تجمع الفصوص وعلامات الدهشة علي وجهها من رد فعل والدها.
ولأنها لم تتمكن من رؤية الفصوص بوضوح، أصبحت تجمع كل ما يلامس يديها سواء كانت فصوصًا أو أتربة.
ووضعتها كلها في حقيبتها، وذهبت مع والدها إلى المنزل.
وعندما وصلا سويًا إلى المنزل، طلب منها والدها أن تُحضر له مَصفى لتنقية الفصوص من الأتربة التي بها.
وبالفعل قاموا بغربلة الفصوص فسقطت الأتربة وبقيت الفصوص لامعة.
فهنا ابتسم الأب وقال لها: هكذا يعاملنا الله؛ فهو لم يتركنا كما ظننتي، ولكنه عندما يجدنا قد انفرطنا في ملاذ الدنيا واختلطنا بالخطية، يسمح لنا أن نمر بضيقات كي يغربلنا من خلالها .. فنحن مع كل تجربة نصلي ونتوب ونرفع صوتنا إليه، وهو لا يريد منا أكثر من ذلك: صلاة، وتوبة، ورجاء:
"اغسلني فأبيَضّ أكثر من الثلج" ... !
"قلبًا نقيًا اُخلُق فيَّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدِّده في أحشائي" ... !
قصة لـ مايكل سامي