.google.com/url?sa=i&rct=j&q=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA %D9%87%D9%88 %d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%8a%d8%a9&source=images&cd=&cad=rja&docid=zIs346ZROiRmHM&tbnid=a-hWsPE6Cf3EnM:&ved=0CAUQjRw&url=http%3A%2F%2Fwww.farfesh.com%2FDisplay.asp%3FcatID%3D142%26mainCatID%3D139%26sID%3D134303&ei=LXstUsirO6qd0AXtwYBw&psig=AFQjCNEyyxARxws1KOQckXbq7_mrZZ5UcQ&ust=1378798476051820]
[/url]
"الموت هو البداية" إنه كائن معنا في صميم كياننا البشري، إنه أعظم موضوع في هذه الحياة الحاضرة، إنه يجرد الإنسان من كل شيء حتى ذاته التي يحبها ولا يبقى للإنسان إلا روح الحياة ذاتها، نعم إنه الموت.لربما يتساءل البعض؟
لماذا أكتب عن هذا الموضوع الغريب؟
ولماذا هذا التشاؤم؟
إن الخطأ العظيم الذي يقع فيه أغلب الناس هو أنهم ينظرون إلى الحياة الجسدية فقط دون النظر إلى مستقبل الحياة الأبدية. فما أقل الذين يتذكرون الموت، وما أكثر الذين يظنون أنهم سوف يخلدون على الأرض.. لذا ينبغي أن نقول مع النبي داود المرنم "عرفني يا رب نهايتي ومقدار أيامي كم هي فأعلم كيف أنا زائل" (مزمور 39 : 4) ونذكر قول والنبي أيوب البار:
"روحي تلفت. أيامي انطفأت. إنما القبور لي"
(أيوب 17: 1)
ولكن في الحقيقة، إن الموت يأتي فجأة، فكلمة الله تقول:
"لأنه حينما يقولون سلام وأمان، حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون" (1 تسالونيكي 5 : 3) "فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان" (متى 25: 13). لذا فإنه "طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن. نعم يقول الروح لكي يستريحوا من تعبهم. وأعمالهم تتبعهم" (رؤيا 14 : 13).
ويتساءل بعض الناس لماذا يسمح الله بالموت الذي يأتي بسبب كارثة كسقوط طائرة أو غرق سفينة، أو التي تنجم عن حوادث الطرق أو الأمراض؟
ويظل السؤال بلا إجابة وجاءت الإجابة، تقول في إنجيل يوحنا (13 : 7) "لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد". الحقيقة أننا لا نستجوب الله، ففي أمور كثيرة لا نستطيع إدراكها الآن لكن سيأتي يوم نراها كما نرى وجهنا في المرآة. ولو أدركنا بأن الموت ليس النهاية بل هو خروج من هذه الحياة وعبور إلى الحياة الأخرى، وهو ترقية إلى مركز أعلى بمسئوليات أعظم لفرحنا.
إن الموت المفاجئ وإن كان صدمة بالنسبة إلى الأهل والأقارب، إلا أنه مريح بالنسبة إلى الشخص نفسه. ففي لحظة يجد نفسه قد انتقل من الأرض إلى السماء بدون آلام وبدون أمراض وتعب وأوجاع. لذلك علينا أن نتذكر الموت كل يوم ونستعد إلى ما وراء الموت، لأن الموت هو الجسر الذي يوصل إلى عالم أفضل، فيه الملائكة والقديسون، بل فيه حضرة الرب نفسه.
عزيزي..
إن الموت هو نهاية كل حي على الأرض ليبدأ بعدها حياة جديدة لا تنتهي. والخوف من الموت أصعب من الموت نفسه، لأنه إن كان الموت صعباً في لحظة خروج الروح من الجسد فالخوف يجلعنا نحيا هذه اللحظة بإستمرار. لذلك فإن الاستعداد للموت يحمي الإنسان من خوف الموت وهذا الاستعداد لا يأتي إلا بأن نتخلص من الموت الروحي بالرجوع إلى الله أي التوبة. فأيامنا التي نقضيها على الأرض طويلة كانت أم قصيرة فإنها لا شيء إذا قيست بالأبدية. ويقول النبي داود عن الموت:
"تخرج روحه فيعود إلى ترابه. في ذلك اليوم نفسه، تهلك أفكاره (مزمور 146: 4)".
فالموت إذاً، هو طريق يقطعه جميع الناس من كبيرهم إلى صغيرهم ومن غنيهم إلى فقيرهم "أي إنسان يحيا ولا يرى الموت" (مزمور 89: 48) فهو نهاية رحلة الحياة لنبدأ رحلة بلا نهاية به وكل من دخل العالم يدخل في طريق الخروج منه.
إن حياتنا الآن يتخللها الموت في كل مرحلة من مراحلها، فهو يعمل في كل عضو من أعضائنا حتى يكمل عمله فينا فنتغير لنحيا حياة أبدية غير مائتة. إن المسيحية تمتاز بكونها لا تخاف رهبة الموت، لأن يسوع هو الطريق الوحيد الى الراحة، لأنه هو وحده الذي قهر الموت وانتصر عليه عندما مات وقام منتصراً على شوكة الموت، هذا هو رجاؤنا. لأننا كما يقول الكتاب إننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب، ويقول النبي (عاموس 4: 12) "واستعد للقاء إلهك".
إن الإستعداد للموت أفضل من الخوف منه. فنحن لا نعلم متى نموت ولكن نعلم جيداً أننا لا بد أن نموت، فالموت أمر محقق ولكن الزمان غير معروف إن معرفتنا لهذه الأمور تساعدنا أن نستعد للموت، لأن الذي لا يستعد له يخاف منه. وملخص الأمر يقول القديس كبريانوس "إن الذي يخاف من الموت هو الشخص الذي لم يولد من الماء والروح حيث يسلم إلى نار جهنم، أي الذي لم يقبل موت المسيح ويؤمن به. والذي يخاف من الموت هو الذي لم يختبر صليب المسيح وآلامه. يخاف من الموت من ينتظر بعد الموت موتا آخر. يخاف من الموت ذلك الذي تنتظره نيران الأبدية والعقاب غير متناهي. يخاف من الموت من يجد نفعا في تأجيل موته حتى تتأخر تنهداته وتأوهاته".
يجب ألا نخاف هذا الموت بل نخاف هلاك النفس الذي هو عدم معرفة الله. هذا هو ما يرعب النفس. تقول كلمة الله عن الموت أنه الدعوة إلى الراحة الأبدية، وعندما حزن تلاميذ الرب يسوع عندما أعلن لهم أنه سينطلق قال لهم:
"لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت لكم أني أمضي إلى الآب" (يوحنا 14: 28). فيعلمنا الرب يسوع أن نفرح عند رحيل أحد أحبائنا من هذا العالم ولا نحزن، متذكرين قول بولس الرسول "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح" (فيلبي 1: 21) حاسبين في الموت أعظم ربح. فبالموت نترك الأتعاب المؤلمة ونتخلص من أنياب الشيطان السامة، لنذهب إلى دعوة المسيح لنا متهللين بالخلاص الأبدي. آمني به فتخلصين "إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك بأن الله أقامه من الأموات خلصت" (رومية 10: 9). سعيد هو الإنسان الذي يضع الموت أمام عينيه ويستعد له. علينا إذاً، أن نجعل كل يوم كأنه اليوم الأخير لنا في هذه الحياة "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" (مرقس 8: 36).
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال... هو ينتظرك