أكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس الأسبق بجامعة القاهرة أن الصمت وثقافة السكوت خاصة للأطفال فى السن الصغيرة، أمر غير خفى، فيطلب القائم على التربية من الطفل دوما- حتى قبل أن يمتلك القدرة على التحدث- يطلب منه السكون، والتوقف عن البكاء أو الأنين أو الصارخ أو الغناء والدندنة مع ذاته.
فهذا الفعل غير السليم له من العواقب الضارة الكثير، ولكن يجب أن يحاول كل من يلتزم بتربية طفل ما التخلص من فكرة أن تحدث الطفل أو غنائه ودندنته مجرد إزعاج وأنه لا حق له أن يعلو صوته مثل الكبار، ولا أن يعبر عن نفسه حتى "بالتأوه" كما يطلق عليه.
والمشكلة الأساسى فى فرض حصار من الصمت على الطفل الصغير، وتنميه فكرة أن الصمت هو الأفضل ومنعه من التحدث أو التعبير حتى بالإشارة هو أمر يجعله يختار بنفسه الصمت كنوع من إرضاء القائم بتربيته ونوع من عقاب النفس، لأنه يشعر بأنه غير مرغوب فيه فى بيئته فيتخذ سلوكا مضادا بالتوقف بالفعل عن التحدث وإظهار تعبيراته المختلفة بشكل مستمر ولفترة طويلة من الزمن.
وهذه الحالة من السكوت أو الصمت المرضى الذى يختاره الطفل بنفسه كرد فعل يؤذيه نفسيا كثيرا ويجعله غير قادر أو غير قابل للتعامل مع الغير والانخراط فى المجتمع الذى يعيش بداخله، مما يعرضه لسخرية واستغراب الآخرين وهو ما يزيده حنقا على أصدقاء المدرسة أو الحضانة أو فى النادى أو مع أفراد الأسرة أنفسهم، وهو ما يؤثر عليه أكثر وأكثر لأنه ينمى فى عداوات داخلية لديه ينميها ويصبح طفلا غير سويا وكل هذه النتائج نتائج مكملة أساسية وهى إجباره على الصمت من البداية.