القلق والتوتر.. هل من علاج؟
قصة:
سافر رجل إلى ألاسكا للتعرف على الذين يعيشون فوق الدائرة القطبية الشمالية وقال عن زيارته:
"لا تسأل أبداً رجلاً من الإسكيمو كم عمرك؟ فإذا فعلت هذا، سيقول لك، "أنا لا أعرف ولا أهتم". فعندما سألت أحدهم عن عمره أجابني: "تقريبا..ً هذا."
فسألته "تقريباً ماذا؟ " فقال: "تقريباً يوم واحد."
لم أفهم جوابه الا بعد أن تكلمت مع صديق لي كان قد عاش في القطب الشمالي لمدة عشرين سنة و ألّف كتاباً عن عادات الإسكيمو و اعتقاداتهم، فقال لي:" يعتقد الإسكيمو أنهم يموتون عندما ينامون في الليل و عندما يستيقظون في الصباح يعتقدون أنهم قاموا من الموت ليعيشوا حياة جديدة. لذا، ليس عمر أحدهم أكثر من يوم واحد . عندها فهمت لماذا قال لي ذلك الشخص إن عمره تقريباً يوم ، فذلك اليوم لم يكن قد إنتهى عندما سألته!!!
"الحياة في الدائرة القطبية الشمالية قاسية جداُ، والبقاء حياً يعد إنجازاً مهماً، مع ذلك فإنك لن ترى أبداً إنساناً من الإسكيمو يبدو قلقاً أو متوتراً. لقد تعلّموا مواجهة كل يوم على حدة (كل يوم بيومه).
هل تعلّمت كيف تضع القلق والتوتر جانباً وتعيش يوماً واحداً في كلّ مرة؟
مراثي أرميا 3: 22- 23 " إنه من إحسانات الرب إننا لم نفن. لأن مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح. كثيرة أمانتك."
متى 6: 34 "فلا تهتموا للغد. لأن الغد يهتم بما لنفسه.يكفي اليوم شره"
إن القلق ما هو إلا الإهتمام الذي نصرفه على مشاكلِ الغد. (وهو شكل من أشكال التوتر و الضغط النفسي)
يحتل القلق النفسي المرتبة الأولى في الإنتشار بين الأمراض النفسية وهناك فرق بين القلق الطبيعي المرغوب كالقلق أيام الإمتحانات مثلاً، وبين القلق المرضي الذي يحتاج إلى تدخل الأطباء . ذكرت Mayo Clinic في إحصائية لها أن 80 - 85 % من مرضاهم هم مرضى بسبب إجهاد وضغط عقلي.
في إحدى المجلات الطبية المشهورة، ظهرت مقالة بعنوان "هل الضغط سبب كُلّ مرض؟ " يقول كاتب المقالة بأنّه في بداية القرن، كانت البكتيريا هي محط الإهتمام بينما في يومنا هذا حلّ الضغط العقلي (التوتر) محل البكتيريا.
كيف تبدو لنا المشكلة ؟ما هو حجمها الحقيقي؟
هل تعلم أنّ ضباب كثيف يغطي سبع بنايات ضخمة لأرتفاع 100 قدم يتكوّن فعليا من أقل من كأس ماء واحد.
الشيء نفسه ينطبق على الكثير من الأشياء التي تقلقنا؛ ففي أغلب الأحيان ونحن في وسط المشكلة، نراها أكبر من حجمها الحقيقي! فإذا أمكن تحويل أكثر الأشياء التي تقلق الناس لحجمها الحقيقي، فإنه يمكنك أَن تجمعها كلها في كأس ماء واحد أيضاً.
مز 94: 19 "عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي"
مثال 12: 25 " الغم في قلب الرجل يحنيه والكلمة الطيبة تفرحه "
علاج القلق
كانت إحدى الموظفات تواجه عملية جراحية في الركبة و كانت تشعر بالتوتر تجاه العملية، لذا سألت رئيسها وهو طبيب بيطري في العيادة حيث كانت تعمل ، إذا كان عنده أيّ نصيحة لها.
فقال لها: "حوّلي قلقك إلى صلوات، إحصلي على الكثير من الراحة ولا تلعقي جرحك."
اولا: الصلاة (دع الله يقلق!)
قابل صحفي أرملة ربّت بنجاح عائلة كبيرة جداً . فبالإضافة إلى أطفالها الستة، فقد تبنّت 12 طفلاً آخر وخلال ذلك حافظت على إستقرار وثقة بالنفس،و عندما سألها عن سرّ هذا الإنجازِِ، جاء جوابها مفاجئاً جداً. قالت "أدرت الأمور جيّداً لأني أنا في شراكة! فقبل عدة سنوات قُلت: " يارب، أنا سأعمل العمل وأنت تقوم بالقلق". وأنا لم يكن عندي قلق من جهة العناية بهم منذئذ."
ليس هنالك من خطأ أو عيب من منظور الكتاب المقدس في الإقرار الواقعي بمشاكل الحياة التي يمكن تحديدها والتعامل معها. بل إن تجاهل الخطر هو حمق وخطأ.
لكن من الخطأ أيضاً ومن غير الصحي أن نترك الهم المفرط يشُلنا. إذ يجب أن نُسلم هذا الأمر بالصلاة إلى الله الذي يستطيع أن يحررنا من الخوف والتوتر الذي يشلنا. حتى نتعامل بطريقة واقعية مع حاجاتنا وحاجات الآخرين وخيرنا وخيرهم.
عَلَّمنا الرب يسوع المسيح في الموعظة على الجبل أن لا نحمل همّ طعامنا وملبسنا و أمورنا المستقبلية لأنه لدينا حسب قول المسيح أباً سماوياً يعرف ما نحتاج إليه وهو سيوفر إحتياجاتنا ( متى 25: 6-34)، و أنا لدي إيمان راسخ بقدرة الله على تتميم كل ما وعدنا به في الكتاب المقدس.
فبدلاً من التوتر يتوجب أن نحضر طلباتنا أمام الله وهو الذي سيعطينا سلام الله الذي يفوق كل عقل.
لقد أمر الله: فيلبي 4: 6 "لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله"
و لقد وعد الله: فيلبي 4: 7 "وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع."
فيلبي 4: 19 " ... كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مُسرّ كل ما صيته حسن إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه إفتكروا. وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيّ فهذا إفعلوا وإله السلام يكون معكم"
ثانياً : أَحْصل على الكفاية من الراحة:
ثالثا: لا تلعق جرحك (إنسى ما هو وراء وامتد لقدام)
قد تكون أسباب التوتر لدى البعض هي أخطاء قاموا بها أو خطايا إقترفوها بحق أنفسهم أو بحق آخرين أو بحق الله وهذا أمر مُحزن لنا، لكن فهمنا لمبدأ الله في التعامل معنا بحسب ما هو مكتوب في المزمور 103: 8-12. يجعلنا ننسى ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدام.
" 8 الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة. 9 لا يحاكم إلى الابد ولا يحقد إلى الدهر. 10 لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب آثامنا. 11 لأنه مثل إرتفاع السموات فوق الأرض قويت رحمته على خائفيه. 12 كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا"
وليس هذا فحسب بل أن الله يرانا قديسين في المسيح يسوع وغفر لنا خطايانا إذ يقول في كولوسي 1: 13 و 14
"الذي أنقذنا من سلطان الظُلمة ونقلنا إلى ملكوت إبن محبته، الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا."
تذكر الله يقول لك: أنا الله لا أنعس ولا أنام، ليس هناك حاجة لأن تقاوم النوم. إسترح ياابني . إذا إحتجت الإتصال بي، أنا فقط على بعد صلاة.
"ملقين كل همكم عليه لأإنه هو يعتني بكم"1 بطرس 5: