البابا كيرلس والرئيس جمال عبد الناصر
++++++++++
بدأت قصة علاقة الزعيم والبابا كيرلس السادس كما دونتها ووثقتها الكنيسة حينما طلب البابا كيرلس مقابلة جمال عبد الناصر أكثر من 10 مرات وهو يرفض، وكان يريد البابا أن يعرض عليه بعض مشكلات الأقباط والمضايقات التي تتعرض لها الكنيسة، ولم يجد البابا أي استجابة لرغبته في مقابلته وحدث أن كان للبابا صديق عضو في مجلس الشعب وكان يحبه وكان دائم الزيارة له، وكان له ابن مريض، فطلب العضو أن يصلي البابا لأجل ابنه، وربنا شفاه بصلاته.
وفي يوم زاره عضو مجلس الشعب (البرلمان في ذلك الوقت) ووجد البابا متضايقًا وزعلان فسأله عن السبب ولما عرف قال: "أنا علاقتي جيدة ووطيدة مع عبد الناصر" ورتب موعدًا مع جمال عبد الناصر، وحضر عضو مجلس الشعب قبل الميعاد واصطحب البابا في سيارته للقصر الجمهوري.
وقابل جمال عبد الناصر البابا كيرلس بفتور شديد جداً وابتدره قائلاً بحدة: "إيه.. فيه إيه!! هم الأقباط عايزين حاجة.. مالهم الأقباط.. هما كويسين قوي كده.. أحسن من كده إيه.. مطالب.. مطالب.. مطالب".
وكانت مقابلة عبد الناصر ليست كعادته ومع ذلك قال البابا كيرلس مبتسماً: "موش تسألني وتقول لي: فيه إيه..!!" فرد محتداً قائلاً: "هوه فيه وقت أقولك.. وتقول لي.. ما هو مافيش حاجة".
ووجد البابا نفسه في موقف دقيق فغضب وزعل جداً وقال لعبد الناصر: "ده بدل ما تستقبلني وتحييني بفنجان قهوة، وتسمعني، وفي الآخر يا تعمل يا ما تعملش كده من الأول تحاول تعرفني إن مافيش وقت لعرض موضوعاتي!!
"وخرج البابا زعلان قائلاً لعبد الناصر: "ربنا يسامحك" ورجع البابا للبطريركية مع عضو مجلس الشعب الذي راح يعتذر طول الطريق فقال له البابا كيرلس: "إنت كتر خيرك، تمكنت من تحديد الموعد أما استقبال عبد الناصر لي بهذه الطريقة أنت مالكش ذنب فيه".
وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل حضر عضو مجلس الشعب وطرق الباب وفتحه بواب المقر الباباوي، وقابل تلميذ البابا سليمان، وقال له: عبد الناصر عاوز يقابل البابا دلوقت حالاً.. ولكن حاول سليمان الإعتذار بأن البابا تعبان وده وقت متأخر يمكن يكون البابا نائمًا.
غير أن عضو مجلس الشعب اقترح أن يطرق علي باب البابا كيرليس مرتين فإذا لم يرد يذهب ويقول لجمال عبد الناصر أنه وجد البابا نائمًا، ولكنهم قبل أن يطرقوا علي باب البابا فوجئوا بأن البابا مرتدياً ملابسه ويفتح الباب ويقول له: "يالا يا خويا".
وكان جمال عبد الناصر له ابنة مريضة أحضر لها كبار الأطباء الذين قرروا أن مرضها ليس عضوياً وعندما تكلم مع عضو مجلس الشعب ذكر له شفاء ابنه.. فدخل البابا مباشرة علي حجرة ابنة جمال عبد الناصر المريضة وقال لها مبتسماً: إنت ولا عيانة ولا حاجة" واقترب البابا منها وصلي لها ما يقرب من 15 دقيقة وشفيت.
وهنا تحولت العلاقة التي كانت فاترة في يوم من الأيام إلي صداقة بينهما ووصلت هذه العلاقة إلي أن قال الرئيس جمال عبد الناصر يوماً: " أنت من النهاردة ابويا.. أنا هاقولك يا والدي علي طول، وزي ما بتصلي لأولادك المسيحيين صلي لأولادي ومن دلوقت ما تجنيش القصر الجمهوري، البيت ده بيتك وتيجي في أي وقت أنت عاوزه".