سوف أنسى الأمس و اليوم و قد أنسى غداً
و سأنسى فترة فى العمر قد ضاعت سدى
غير أنى سوف لا أنسى سؤالاً واحداً
حين قال القلب يوماً فى ارتباك : كيف أنسى
كيف أنسى فترة الطيش و آثام الصبا
حين كان القلب رخواً كلما قام كبا
أسكرته خمرة الإثم فنادى طالباً
كلما يشرب كأساً يملأ الشيطان كأساً
كم دعانى الرب يوماً فأشحت الوجه عنه
وأرانى قلبه الحانى أنا الهارب منه
قال كن صدراً لقلبى غير أنى لم أكنه
كان قلبى فى صدرى مثل صخر ، كان أقسى
قال هل تحضر يا صاحب عرسى ، فاعتذرت
فأعاد القول فى رفق و عطف ، فضجرت
فتولى بعد أن قال انتظرنى ، ما انتظرت
لم تكن فى القلب أشواق لكى احضر عرساً
كجحيم ذلك الماضى ، كشيطان مريع
قائم ضدى فى صحوى و أيضاً فى هجوعى
كم مضى الليل و قد بللت فراشى بدموعى
ايه يا ظلمة نفسى ، هل ترى أبصر شمساً
قرأ الكاهن حلاً فوق رأسى ، فاسترحت
قال لى هيا اصطلح بالرب هيا ، فاصطلحت
قلت انسى الأمس لكن صرخ العقل فصحت
حسن يا قلب أن انسى و لكن ، كيف أنسى
كيف أنسى فترة الطيش و آثام الصبا
كيف أنسى الرب مصلوباً و قلبى صالبا