الإخوان يريدون تحويل الصحف لأبواق تسبح بحمدهم

صاحبت الاستقالة التى تقدم بها صلاح منتصر وكيل المجلس الأعلى للصحافة، من اللجنة التى تم تشكيلها من قبل مجلس الشورى، لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية ردود أفعال متباينة فبينما وصفها الفريق الأول بأنها برهنت على صدق الجماعة الصحفية فى مخاوفها من هذه اللجنة، التى تتستر خلف شعارات وردية بالأخذ بيد الصحف القومية للخروج من كبوتها ولكن كان الهدف هو تطويع هذه المؤسسات لخدمة النظام الجديد الذى يهدف إلى أخون الدولة المصرية بزرع رجال الإخوان داخل هذه المؤسسات، وأنها محاولة من "منتصر" لتصحيح خطأه الفادح بقبوله الاشتراك فى هذه اللجنة المسيسة من قبل الإخوان.

بينما انتقد أحد أعضاء اللجنة استقالة منتصر، ووصفها بالمسرحية الهزلية وأن منتصر يهدف من ورائها البحث عن الشو الإعلامي والأضواء الذى ابتعدت عنه فى الفترة الأخيرة لأنه قد أعلن نبأ استقالته بعدما انتهى فعليًا من عمله بالكامل المكلف به داخل اللجنة.
وقال صلاح عيسى أمين عام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة "إن صلاح منتصر قد كشف فى البيان الذى أصدره لتوضيح أسباب استقالته صدق المخاوف التى انتابت الجماعة الصحفية عند تشكيل هذه اللجنة المنوط بها اختيار رؤساء تحرير للصحف القومية، والذين وصفوها بأنها محاولة من جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على الصحف القومية تتستر خلف شعارات وردية ترددها هذه اللجنة، المشكلة من قبل مجلس الشورى والذى يسيطر عليه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمينن بأنها قد جاءت لمد يد العون إلى هذه المؤسسات التى تعانى من انتكاسة لتضعها على الطريق الصحيح.
وقال عيسى: "فى رأيى أن كثير من المخاوف على قدر كبير من الصواب خاصة أن ملف تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية، يتم التعامل معه بعجلة شديدة ودون تروى ثم لا توجد ضرورة ملحة لإجراء هذا التغيير، فهناك الكثير من المشكلات الحالة والتى تؤرق المواطنين كان يجب الالتفات إليها والعمل على حلها".
واضاف: "هذا يؤكد على رغبه حزب الحريه والعداله على ان تظل الصحف القوميه تابعه للنظام الجديد الذى تسيطر وتهيمن عليه جماعه الاخوان وخاصه بعد صعودهم إلى سدة الحكم واكتساحهم لمؤسسات الدولة كما كانت الصحف القومية تابعة من قبل، لأنظمة الحكم السابقة والتى كنا نتنمى أن تحرر ثورة يناير الصحف القومية من تبعية الدولة ولكن كشفت التسريبات التى تواترت عن اللجنة التأسيسية عن رفض الاقتراح الخاص بتحرير الصحف القومية، من قبضة الشورى".
وقال يحيى قلاش وكيل نقابة الصحفيين السابق "إن استقالة منتصر من لجنة الشورى هى تصحيح مسار، فعلى الرغم من الخلاف السياسي بيننا إلا أنه يظل أحد شيوخ المهنة ومن روادها فلم يقبل على نفسه أن يكون مجرد غطاء لبعض الأغراض غير السوية التي تلحق الضرر بالجماعة الصحفية، كما كشفت عن احترام منتصر للنقابة التى ينتمى إليها والتى طالبت أعضاءها بالانسحاب من هذه اللجنة التى تم تشكيلها لتنفيذ أغراض جماعة الإخوان المسلمين تجاه الصحف القومية والإعلام بشكل عام".
وأشار قلاش إلى أن هذه اللجنة وجهت لها العديد من الانتقادات بسبب المعايير المطاطة غير المنضبطة كما أنها لجنة غير المستقلة لأنها معينة من قبل مجلس الشورى ذو الأغلبية الإخوانية والتى ضمت فى فى تشكيلها أفرادًا عدة ليس لهم علاقة بالصحافة، والتى يؤدى فيها الصحفيون دور" الكومبارس " بسبب رغبة حزب الحرية والعدالة، فى تكرار ممارسات الحزب الوطنى المنحل فى تحويل الصحف القومية إلى أبواق تسبح بحمده ولكن "بنكهة مختلفة".
كما وصف رجائى الميرغنى عضو اللجنة التى شكلها الشورى لاختيار رؤؤساء تحرير للصحف القومية انسحاب منتصر بالمسرحية الهزلية وتساءل إذا كانت هناك بعض الأمور والإجراءت التى أبعتها اللجنة لم تحوذ رضاء منتصر فلماذا لم يبد اعتراضه وقام بالانسحاب منذ اللحظة الأولى؟ لذلك فهذا كان سيقابله احترام وتقدير لموقف منتصر.
رجائي اعترض على منتصر في أمر واحد قائلًا: "إن يعلن استقالته على الملأ وبشكل مسرحى استعراضى بعد أن يقوم بعمله الذى كلف به من قبل اللجنة، وبعد أن تنتهى اللجنة من عملها بالكامل فهذا أمر يثير السخرية فلقد انتهت اللجنة من عملها وقامت بتسليم تقريرها إلى الشورى يوم الأحد الماضى وأعلن منتصر استقالته يوم الثلاثاء، أي بعد تسليم اللجنة لتقريرها الذى اشترك فيه منتصر "بيومين كاملين".
الدستور