فى ظل انتشار استخدام العلاجات الطبيعية سواء كانت فى صورتها العشبية أو استخدامها كمستحضر صيدلى مشتق من مستخلصات نباتية بدأت تظهر الأصوات التى تشجع على هذه العلاجات ومع انتشار الطب البديل والتكميلى والعلاج بالأعشاب أثبتت النباتات الطبية كفاءتها فى علاج الكثير من الأمراض.
يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية لكن هل العلاج بالأعشاب طريقة ممهد وغير ملىء بالمعوقات وهل العلاج بالأعشاب آمن تماما كما يعتقد الكثيرون منا وكما يروج لها بعض الغير متخصصين من مروجى الأعشاب؟
إن التداوى بالأعشاب محفوف بالمخاطر كالعلاج بالأدوية الكيميائية وهناك حقيقة علميه تؤكد أن أى دواء سواء كان عشبيا أو كيميائيا لابد أن يكون له آثار جانبية طالما له تأثيرات علاجية وهذا يؤكد أن الأمان المطلق فى أى دواء غير موجود سواء كانت فى الأدوية العشبية أو الكيميائية.
ومن ضمن المخاطر التى نادرا ما تشغل بال مجتمعاتنا الشرقية وأحيانا لا يهتم بها أو يلاحظها مروجو الأعشاب الطبية من غير المتخصصين مثل المنتشرين على شاشات الفضائيات العربية هى هل يتفاعل أو يتداخل العلاج بالأعشاب مع العلاج بالأدوية الكيميائية إذا تم تناولهم مع بعض فمعظم الأشخاص المتقدمة فى العمر تعانى من بعض الأمراض المزمنة مثل السكر وضغط الدم والقلب وهذا يستلزم المداومة على استخدام أدوية غير عشبية باستمرار،
فهل هذه الأدوية ممكن أن تتفاعل مع أى عشب طبى يتم تناوله فى نفس الوقت؟
يجيب قائلا : لقد سجلت بعض الدراسات والأبحاث الطبية المئات من الحالات الخطيرة جدا ناتجة من تفاعل الأعشاب والأدوية الكيميائية، وحذرت المنظمات الصحية من خطورة هذه التفاعلات على صحة الإنسان، كما أكدت المراكز البحثية من خطورة النقص الفادح فى المعرفة بالتفاعلات المضرة بين الأعشاب والأدوية الكيميائية .
- يأتى فى مقدمة التفاعلات الخطرة بين الأعشاب والأدوية الكيميائية تداخل بعض الأعشاب التى تمنع تجلط الدم مثل الثوم والزنجبيل ونبات الجنكو مع الأدوية الكيمائية التى تزيد من سيولة الدم مثل الأسبرين ودواء الماريفان وقد يؤدى هذا التفاعل لنزيف حاد قد يؤدى بحياة المريض .
- بعض النباتات الطبية مثل القهوة ونبات عنب الدب (Uva ursi) وأيضا المشروبات التى تحتوى على الكولا تزيد من الأثار الجانبية لمضادات الالتهاب والمسكنات الغير إسترودية(Non-Steroidal anti-inflammatory drugs) فهى تزيد من حدة التهابات المعدة والأمعاء وتزيد من تهيج الجهاز الهضمى .
- النباتات الطبية تزيد من مفعول الأدوية المخفضة لضغط الدم المرتفع مثل الجريب فروت والكركديه مما يسبب فى هبوط حاد فى ضغط الدم وشحوب الوجه والهزال .
- كما أن تناول نبات بذور القاطونة كملين قد يمنع امتصاص بعض الأدوية المهمة لتنشيط القلب مثل دواء الدايجوكسين كما أن تناول العرقسوس مع الديجوكسين يزيد من نقص البوتاسيوم فى الدم مما يسبب خطر شديد على مرضى القلب .
- بعض النباتات المدرة للبول مثل الخرشوف والشاى والبقدونس والشعير قد يسببوا نقص شديد فى نسبة الصوديوم والبوتاسيوم فى الدم لوتم أخذهم مع الأدوية الكيميائية المدرة للبول مثل (thiazides).
- زيت زهرة المساء (Evening Primrose Oil) وهى تستخدم لمعالجة الاكتئاب وتوترات سن اليأس عند السيدات ولكنها تقلل تأثير الأدوية المضادة للتشنجات مثل Phenobarbital)).
كل التدخلات الخطيرة بين الأعشاب الطبية والأدوية الكيميائية ترسل رسالة واضحة لنا تبين فيها أن العلاج بالأعشاب لابد أن يسلك الطريق الصحيح ولابد أن يكون تحت إشراف طبى وبمشورة المتخصصين، ويجب أن نتخلى عن نظرتنا البريئة للأعشاب حتى لا تصبح سلاح يضر بصحتنا ونفتقد قيمة الأعشاب العلاجية بسبب سوء الاستخدام.