مع بدأ انتشار الزنجبيل الطازج فى المتاجر تبادر للأذهان سؤال هام هل هناك فرق بين الزنجبيل الطازج الوجود فى المتاجر والزنجبيل المجفف المعروف سلفاً، الذى يباع غالباً مطحوناً فى صورة مسحوق، والسؤال الثانى هل الاختلاف الواضح بين النوعين المجفف والطازج فى النكهة والطعم يصحبه اختلاف فى الفوائد الطبية للزنجبيل؟
يجيب الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعه مصر الدولية قائلاً: الزنجبيل من العلاجات العشبيه شائعة الصيت ويستخدم فى علاج الاضطرابات المعدية، حيث إنه يخفف من تقلصاتها ويفيد بشكل ملحوظ فى تقليل الغثيان خصوصاً فى السفر ويحسن الهضم ويطرد الغازات ويفتح الشهيه لاحتوائه على زيوت طيارة، وهو يحتوى على مواد فينولية مضادة للأكسدة، مما يساعد على إيقاف نمو الخلايا السراطانية ويستخدم الزنجبيل فى علاج الصداع ويستخدم فى تقوية العضلات وتسكين آلام الفقرات، حيث إنه ينعش الجسم ويمنحه النشاط وينقى الجسم من السموم.
والزنجبيل يحتوى على مواد لاذعة وحارة تعمل على توسيع الأوعية الدموية، مما يحسن كفاءة الدورة الدموية وتدفق الدم للأطراف لذلك يستخدم فى علاج تنميل وبرودة الأطراف وزيادة التعرق وتدفئة الجسم وشحوب الوجه ويساعد سرعة سريان الدم على زيادة معدل الأيض مما يزيد من قدرة الجسم على حرق الدهون وهذا جعل الزنجبيل أحد المكونات الأساسيه فى مستحضرات حرق الدهون كما أن وجود الزيوت الطياره تجعله علاج فعال لنزلات البرد والسعال كما أنه مقوى جيد للمناعة.
ولكى نفهم الفرق بين الزنجبيل الطازج والمجفف فلابد أن نعرف الفرق بين النوعين فى تركيزات المواد الفعالة فى كل نوع، فكلا النوعين يحتوى على نسبه من الزيوت الطيارة، لكنها أقل فى المجفف، نظراً لتعرضه لدرجات حرارة عالية أثناء التجفيف تجعل الزنجبيل المجفف يفقد جزءاً من زيته الطيار، وهذا يجعل الزنجبيل الطازج أفضل فى علاج نزلات البرد والانتفاخات لاحتوائه على نسبة أعلى من الزيوت الطيارة.
كما يحتوى كلا النوعين من الزنجبيل على مركب جنجرول (gingerol)، وهو المركب الذى يعزى إليه الطعم الحار فى الزنجبيل ويتحول جزء من هذا المركب إلى مركب شوجول (Shogol) عند تجفيفه والتعرض للحرارة، وهى أيضاً مادة اشد حرارة فى الطعم من حرارة الجنجرول (gingerol)، وهذا يجعل الزنجبيل المجفف أكثر كفاءة فى علاج برودة الأطراف وحرق الدهون نظرا لاحتواءه على نسبه أعلى من المواد الحارة، كما أن هذا الفرق فى المكونات يجعل الزنجبيل الطازج له نكهة بطعم الليمون الحامضى أكثر من الزنجبيل المجفف وهذا يجعل الزنجبيل الطازج يستخدم أكثر فى طهى المأكولات وعمل المربى.
أما الفرق فى طريقة الاستخدام فالزنجبيل الطازج يحتاج إعداد أكثر قبل الاستخدام فيجب غسله جيدا وتقطيعه شرائح رقيقة قبل وضع الماء المغلى عليه أما الزنجبيل المجفف فهو مطحون وعلى صورة مسحوق يضاف مباشرة للماء المغلى دون أى إعداد مسبق.
وعن طرق حفظ وتخزين كل نوع فالزنجبيل الطازج يجب حفظه مجمدًا فى فريزر الثلاجة ويظل صالحاً للاستخدام لمدة أربعة شهور طالما محفوظا مجمداً أما الزنجبيل المجفف، فنظراً لعدم احتوائه على أى نسبة من الماء فيحفظ خارج الثلاجة فى وعاء محكم الغلق ويفقد قيمته بعد ستة أشهر من التخزين بشرط أن يتم تخزينه فى مكان جاف وبعيدًا عن الضوء والرطوبة حتى لا يصاب بالتسوس ويجب استخدام ملاعق خشبيه جافة عند الأخذ من الوعاء المحفوظ به.
والسؤال الآن هل هناك محاذير من استعمال الزنجبيل؟
نعم للزنجبيل آثار جانبية خاصة فى حالة تعاطى جرعات كبيرة من الزنجبيل حيث إنه محظور استخدامه للسيدات الحوامل لأنه يزيد من انقباضات الرحم مما قد يسبب الإجهاض المبكر كما محظور الجرعات الكبيرة على مرضى ضغط الدم المرتفع ومرضى القلب ومرضى المرارة كما يزيد الزنجبيل من سيولة الدم مما يجعل استخدامه مع الأدوية المسيلة للدم يجب أن يكون بحرص شديد وتحت اشراف طبى.
كما يجب عدم استخدام الزنجبيل بجرعات كبيرة مع الأعشاب المضادة لتخثر وتجلط الدم والمضادة لتكسر صفائح الدم، ومن أهم تلك الأعشاب البابونج والفلفل الأحمر والخص والقرنفل والحلبة والثوم والجنسنج وأبو فروة والعرقسوس والبقدونس والبصل وعليه يجب عدم استخدام الزنجبيل مع أى من هذه الأعشاب حتى لا يحدث النزيف.