يعانى الكثير من الشعور بآلام عند شرب المشروبات الباردة أو الساخنة أيضا، فما أسباب حدوث ذلك وما طرق الوقاية والعلاج؟
تقول الدكتورة منى رياض الأستاذ بكلية طب الفم والأسنان جامعة القاهرة، تعتبر مشكلة حساسية الأسنان من المشاكل الشائعة التى يواجهها العديد من الناس، وهى حالة من عدم الارتياح أو الألم التى تصيب سن واحد أو مجموعة من الأسنان، وهذه الحساسية تزداد مثلا عند تناول الأطعمة الباردة أو الساخنة التى تسبب وخزا مؤلما فى أعصاب الأسنان، ويمكن أن تحدث هذه الحساسية أيضا عند تناول الأطعمة الحلوة جدا أو الضغط بشدة على الأسنان.
وكثير من الناس لا يستطيع تذوق المشروبات الباردة أو الساخنة أو بعض الحمضيات أو السكريات بالطريقة الصحيحة، ويكون حريصا كل الحرص على سكبها مباشرة إلى الحلق دون ملامستها لأسنانه بسبب الآلام التى قد يعانى منها إذا لامست تلك المشروبات أسنانه والبعض يتعدى فى معاناته إلى أن أسنانه تتأثر بمجرد تعرضها إلى أى مؤثر بارد مثل الهواء البارد مثلا، وهذا ما نسميه حساسية الأسنان، وقد يكون الألم حادا أو مفاجئا أو واخزا باتجاه عصب سن معين أو مجموعة من الأسنان.
ولكن كيف تحدث حساسية الأسنان؟
يتكون تاج السن من طبقتين من الأنسجة الكلسية وهى المينا والعاج واللتان تغطيان لب السن المحتوى على عصب وأوعية دموية، وقد تصبح الأسنان حساسة عندما تبدأ الطبقة الخارجية وهى المينا بالتآكل، مما بسبب تعرض الطبقة الثانية من السن للعوامل الخارجية وهو نسيج مسامى أقل صلابة يسمى العاج .عاج السن يحتوى على ثقوب صغيرة جدا وهى فتحات الأنابيب العاجية والتى تمتد حتى عصب السن. عند ملامسة المهيجات المختلفة للعاج السنى فإنها سوف تنتقل إلى عصب السن بواسطة هذه الأنابيب، وتحدث تنبيها للعصب ويظهر على شكل آلام يعرف باسم حساسية الأسنان.
سطح الأنابيب العاجية مفتوحة فى حال الحساسية - انحسار اللثة وانكشاف الجذور
وأحيانا أخرى تحدث الحساسية بسبب انكشاف جذور الأسنان نتيجة انحسار اللثة. وبما أن جذور الأسنان غير مغطاة بطبقة المينا الصلبة، فإن المشروبات أو المأكولات الساخنة، الباردة أو السكرية تستطيع عبور طبقة العاج لتصل فى النهاية إلى عصب السن، مما يشعرك بألم فى أسنانك.
ما مسببات الحساسية وتؤدى إلى تفاقم مشكلة حساسية الأسنان:
غسل الأسنان بطريقة خاطئة وذلك عن طريق استخدام طريقة النحت، أو غسلها بفرشة أسنان ذات شعيرات خشنة، قد يضعف طبقة المينا على سطح أسنانك وهذا يؤدى بدوره إلى تآكل طبقة المينا وانحسار اللثة، مما يجعل طبقة العاج عرضة للمثيرات الخارجية. ويعتبر التفريش الخاطئ من أكثر المسببات شيوعا هذه الأيام خاصة عند أولئك المهتمين بنظافة أسنانهم والعناية بها دون الرجوع للمختصين لأخذ المعلومة الصحيحة.
انكسار أو تآكل الأسنان
قد تتعرض الأسنان للكسر البسيط أو التآكل بسبب الجزّ على الأسنان أثناء الليل (طحن الأسنان) أو أى سبب آخر، مما يؤدى إلى تآكل طبقة المينا وانكشاف طبقة العاج الحساسة والتى تصبح عرضة للتسويس والألم.
الأطعمة الحمضية والمشروبات الغازية والحمضية
إن تناول بعض المشروبات الغازية والحمضية باستمرار يعتبر من أمراض العصر ومن أهم مسببات حساسية الأسنان. فتعريض الفم إلى وسط حامضى باستمرار يسبب تآكل طبقة المينا، مثله فى ذلك مثل عملية تسوس الأسنان وبعض الأشخاص يستمتع بمضغ أو مص الليمون والذى يعتبر أيضا من مسببات الحساسية.
إن الكثير من الأشخاص مهتمون بتبييض الأسنان وتجدهم يبحثون فى الصيدليات أو أى أماكن أخرى عن أى محلول أو مسحوق يساعد على التبييض، علما بأن هذه المساحيق تحتوى على كثير من المواد المسببة لتآكل طبقة المينا مثلها مثل المحاليل التى تحتوى على أحماض قد يؤدى كثره استخدامها أيضا إلى تآكل طبقة المينا.
ولتجنب حدوث حساسية الأسنان يجيب اتباع الطرق الصحيحة لنظافة الفم والأسنان: لا تخترع طرقا من عندك إنما عليك زيارة الطبيب المختص لمعرفة الأساليب الصحيحة للتفريش.
فإذا كنت تعانى من الحساسية المفرطة فعليك باستخدام فرشة أسنان ذات شعيرات ناعمة بطريقة رقيقة ولا تنحت أسنانك عند التفريش.
الابتعاد عن استخدام المساحيق والمعاجين المبيضة باستمرار وعلى العكس فإن هناك من المعاجين الآن ما يساعد على التخفيف من حساسية الأسنان وهى متوفرة أيضا وبعضها يحتوى على مادة الفلوريد وبعض الأملاح المهمة لتغذية الطبقة الخارجية وجعلها أكثر صلابة ومقاومة للحساسية، كما ينصح باستخدام بعض أنواع غسول الفم المحتوى على الفلوريد لما هو معروف عن تأثير هذه المادة على إعادة الصلابة لأسطح الأسنان.
الابتعاد عن المشروبات والأطعمة الحمضية لما لها أثر سلبى فى تفاقم مشكلة الحساسية وبالتالى زيادة ألألم.
عند ملاحظة وجود أى نوع من أنواع التسويس أو كسر للأسنان فسارع لزيارة طبيب الأسنان لعلاجها قبل تفاقم الأمر.
إذا كنت ممن يعانون من طحن الأسنان والضغط عليها فيجب عليك مراجعة طبيب أسنانك، فهناك أنواع من القوالب المستخدمة لتغطية الأسنان أثناء النوم وذلك لحماية الأسنان من هذه العادة السيئة.
تأكل الأسنان والقوالب المستعملة لحماية الأسنان أثناء النوم
هذا عن طريق الوقاية ولكن كيف يكون العلاج وهنا تبدأ المشكلة، فليس هناك حل دائم لتلك الحالة فقد يلجأ الطبيب إلى تغطية المناطق الحساسة بحشوات وطلاءات مختلفة أو استخدام جهاز الأيونتوفوريسيس أو أشعة الليزر والتى تساعد على التقليل من حساسية الأسنان.
ظلت معاناة مريض الحساسية تؤرق الطبيب المعالج وفى آخر الأبحاث بجامعة القاهرة تمكنت مع فريق العمل إلى الوصول إلى حل دائم لتلك المشكلة، وذلك عن طريق تصنيع مادة "البيوجلاس"، معملياً بالمركز القومى للبحوث والمحتوية على نفس المواد المكونة لمينا وعاج الأسنان والذى أثبت كفاءة عند دراسته فى غلق الأنابيب العاجية والتغلغل لمسافات داخلها، حيث أثبتت الدراسات السابقة أن غلق الأنابيب وحدها لا تكفى لأن المواد التى كانت تستعمل إما تذوب فى لعاب الفم أو تتآكل بالاستعمال، مما يودى إلى عودة الحساسية للأسنان مرة أخرى كما أثبت البحث أيضا استمرار انسداد الأنابيب العاجية مع تقادم المادة بالزمن فى الفم.
وتقول الدكتورة منى رياض إن البيوجلاس المحضر معمليا مادة واعدة فى علاج حساسية الأسنان، وتحتاج إلى مزيد من الأبحاث حتى نتمكن من توفيرها كمنتج يسهل استخدامه من قبل طبيب الأسنان حتى يتمكن من الاعتماد عليه كعلاج دائم لمشكلة حساسية الأسنان.