عقيدة الثالوث
القدوس سهلة الفهم ولكنها تحتلج الإلمام بالكتاب المقدس بعهديه( التوراة
والإنجيل معاً ) لكي نستخلص منه هذه العقيدة كما أعلنها الرب الإله، وعلى
الرغم من سهولة فهم الثالوث ولكن الصعوبة في تخيل الثالوث بعقلنا الإنساني،
فعندما نقول أن الله "روح" فماذا نعرف عن مفهوم طبيعة الروح الإلهية أو
حتى الإنسانية؟! لانعرف عن أسرار الروحانيات إلا ما أعلنه الله لنا في
إعلانات صريحة في الكتاب المقدس فهو أعطانا ما يكفينا فقط للإيمان به ولكن
ليس لطبيعته الإلهية حدود، بمعني أننا لايمكننا أبداً ونحن في هذا الجسد
البشري ذو العقل المادي المحدود إحتواء إله نصفه في صلاة القداس بأنه ( غير المحويِّ ) فكيف لعقلنا البشري المحدود أن يحوي ( غير المحوي وغير المحدود)؟!
لذا نحن نفهم طبيعة الله ولكن إستحالة أن نتخيل الله ولا نتخيل طبيعته،
لهذا نقرب الفهم لطبيعته بأمثلة مادية من الطبيعة ومن الأشياء المادية
المحيطة بنا، لأن لغتنا البشرية لغة قاصرة عن وصف هذا ( الكائن الإلهي غير
المحوي)، وهذا هو الهدف من الأمثلة التي نطرحها فهي أمثلة تقريبة وليس
تشبيهية لأنها قاصرة أيضاً عن إظهار طبيعة روحية غير محوية . لأننا نستخدم
لغة وعبارات مادية قاصرة من صنع الإنسان لوصف طبيعة "روحية غير مادية وغير
محوية"، وبمناسبة اللغة الإنسانية القاصرة وما تسببه من لغط في فهم طبيعة
وحدانية الرب الإله، فالإنسان إبتكر الرقم واحد (1) فهل فعلا وحدانية الله
تخضع لما إبتكره الإنسان من لغة وأرقام؟ إستحالة أن نُخضِغ الله لعقلنا
وفهمنا وإختراعاتنا البشرية، بل نترك أنفسنا لنفهم طبيعة الله كما أعلن هو
عن ذاته إعلانات إلهية فلانستطيع أن نُحجِّم الله في عقولنا وأفهامنا
ونحصره في لغتنا المادية القاصرة لنصف بها إله "غير محدود"، فعندما نقول أن
(الله روح ) فهذا معناه إن الله لايخضع للمادة وهو خارج نطاق الزمان والمكان المادي لقوانين الطبيعة الأرضية، لهذا نسعى لـ" فهم المعني" للطبيعة الإلهية لأن العبارات واللغات البشرية لاتستطيع أن تصف هذا الكائن الروحي.
الله واحد نعم! ولكنه لا يخضع للواحد الصحيح المجرد والبسيط ( 1) الذي إبتكره العقل الإنساني، بل وحدانية الله ( وحدانية جامعة )،
واحد يسأل هل هناك أمثلة رقمية يمكن بها فهم وحدانية الله الجامعة ؟ نعم!
الله غير محدود ويمكن أن نمثل عدم محدوديته بعلامة الـ ( [size=25]مالانهاية ) = ∞
هذه الـ " ∞ " تحتوي على ملايين الملايين من الأرقام بدءاً من الرقم صفر(0)
وإلى ملايين المليارات من الأرقام التي لانستطيع حصرها ولذلك نشير لها
بهذه العلامة ∞ ، فهل يمكننا أن نصف وندرك
مقدار الـ ∞ لنعرف مقداره وندرك نهايته ؟ إستحالة طبعاً، ورغم عدم
إمكانيتنا أن نتخيل مقدار هذا الرقم الغير محدود إلا أننا نستطيع أن نفهمه
ونستطيع أن نقيس به المعادلات الرياضية الصحيحة ونقيس به معادلات علوم
الطبيعة والفلك وعلوم الفضاء وكافة العلوم الرياضية وتأتي النتائج بدقة
متناهية رغم أننا لانعرف مقدار هذا الرقم! فهذا الرقم اللانهائي ∞ هو أساس
الأرقام كلها التي يحويها بداخله، فبدون المالانهاية ∞ جميع الحسابات
خاطئة، طيب عندنا كام مليون وكام مليار بداخل الـ ∞ ؟ كتير جداً فهي علامة
تحوي مليارات المليارات، ولكن عندما نسأل عندنا كام ∞ ؟ الإجابة، ليس عندنا
سوى( ∞ ) واحدة فقط، هل الـ ∞ الواحدة = 1 ؟ لأ.. هي مالانهاية "واحدة
"ولكنها لاتساوي الواحد الصحيح.. طيب هذه المالانهاية ∞" الغير محدودة"
نستطيع أن نقسمها على أي "رقم محدود" وليكن نقسمها على رقم 3 ؟ إستحالة
طبعاً.. فالنتيجة دائماً ستساوي= مالانهاية
هذا هو الله ( الغير محدود واللانهائي)، فكم كائن لانهائي نعرفه ؟ هو كائن إلهي واحد غير محدود ، ( الله واحد أحد)
لأن عندنا (لامحدودية ولانهاية "واحدة" ) لايمكن تقسيمها ليكون النتيجة
عندنا ( كائنين أو ثلاثة كائنات غير محدودة) لأن الرقم اللانهاية إستحالة
تقسيمه، ومهما ضربنا الرقم مالانهاية في أي رقم محدود إستحالة تعطينا نتيجة
أخرى غير = المالانهاية أليس كذلك؟ فالمالانهاية ∞ لاتُقسم ولا تُضرب ولا
تُجمع ولا تُطرح... هذه المالانهاية ∞ ليست بسيطة ولكنها ( وحدة مركبة أو جامعة) لأنها تحتوي على عدد لانهائي من الأرقام( ولكنها ∞ واحدة)..
إذن الـ ∞ هي وحدة مركبة وغير قابلة للإنقسام رغم إنها تحوي كل الأرقام
المتنوعة إللى في الدنيا .. هذا هو إلهنا تماما فهو كائن واحد وغير محدود
وغير بسيط ولا يمكن تقسيمه وفي نفس الوقت يحوي في لاهوته كل التنوع = الله
هو المالانهاية الحقيقية ( الأزلي – الأبدي= السرمدي) الذي نعرفه ونفهمه
ولكن لاندركه ولانتخيله، فلا يمكن لأحد أن يتهمنا بأننا نعبد ثلاثة آلهة أو
نقسم الله أجزاء! حاشا لله... الله لايخضع للواحد البسيط المجرد الذي
إخترعه الإنسان بعقله البشري الضعيف ويريد أن يخضع أو يتخيل الله ( إلهاً نظرياً ) في هذا الواحد المطلق المجرد(1 )
بل الرب الإله في الكتاب المقدس هو إله واحد ولكن( وحدانيته جامعة) وهذه
الوحدانية لاتنقسم ولاتتجزأ ويحوي في ذاته كل التنوع لأنه (وحدة متحدة
جامعة) من الأبوة والبنوة والكلمة والحياة والحق والعدل والمحبة
والرحمة..... ولكن هذا الإحتواء متميز بداخل ذاته الإلهية اللانهائية ولكنه
تميز لايقبل القسمة ولا الإنقسام ولا التفكيك ولا التجزئة... هي طبيعة
الله الواحد اللانهائي الذي يحوي التنوع والتميز .