تسال إحدى السيدات قائلة، ابنتى عمرها 24 عاما، وتعانى من مرض تكسير الصفائح الدموية، وعند إجراء الإشاعات عليها وجد أن هناك تجمع دموى بالحوض يحتاج إلى تفريغ، فهل مرض تكسير الصفائح الدموية يؤدى إلى هذا النوع من التجمعات الدموية أو الكدمات وكيف يتم علاجه.
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة قائلا: يحدث هذا المرض نتيجة وجود أجسام مضادة مناعية تهاجم الصفائح الدموية وتسبب تكسيرها، وقد يكون هذا منفردا وقد يكون نتيجة الإصابة بأمراض مناعية أخرى مثل مرض الذئبة الحمراء الجهازية والالتهاب الكبدى المناعى وبعض الأمراض المناعية الأخرى، وأحيانا يكون هذا التكسير بسبب تناول بعض الأدوية التى تؤثر على تكوين الصفائح الدموية فى نخاع العظام، والتى ينبغى متابعتها من خلال التحاليل الطبية لمن يتناولون مثل هذه العقاقير وقد يصيب الأطفال فى المراحل السنية المبكرة وينبغى أن يتم تشخيص المرض وسببه من خلال الفحوص الطبية المناعية والتحاليل الطبية التى تكشف نوعيه الأجسام المضادة المسببة لهذا التكسير، وهل هى أولية أم ثانوية نتيجة الإصابة بمرض آخر، وتظهر أعراض المرض على شكل بقع زرقاء، تظهر تحت الجلد نتيجة زيادة سرعة النزف وحدوث ضعف فى تجلط الدم، وربما يحدث نزيف من الأنف مع احتماليه وجود تقرحات فى الفم، وهذا فى حالة ما إذا كان المرض أوليا.
ويقول الدكتور مصباح: أما إذا كان نتيجة الإصابة بأمراض أخرى مثل الذئبة الحمراء أو الالتهاب الكبدى المناعى فهناك أعراض تظهر من خلال المرض نفسه مثل الطفح الجلدى الذى يظهر عند التعرض لأشعة الشمس والتعب لأقل مجهود وارتفاع فى درجة الحرارة ووجود زلال فى البول وغيرها من الأعراض و فى حالة الإصابة بالالتهاب الكبدى المناعى، فيكون هناك ارتفاع فى أنزيمات الكبد، وحدوث أعراض الصفراء التى تظهر على العينين وفى الجلد، وينبغى تحديد السبب من أجل توجيه العلاج الذى يتمثل فى مثبطات المناعة التى يجب أن يتناولها المريض للسيطرة على هذا التكسير "مثل الكورتيزون والإزافيوبرين وغيرها"، وكان العلاج فى الماضى يبدأ باستئصال الطحال، ولكن هذا الإجراء أصبح غير محبب، حيث أن الطحال جزء من الجهاز المناعى ولا ينبغى استئصاله إلا عند الضرورة وينبغى متابعة العلاج من خلال التحاليل الطبية لمعرفة مدى استجابة المريض له، وهناك حاليا اتجاه لاستخدام العلاج البيولوجى الذى يمكن من خلاله السيطرة على المرض والعلاج البيولوجى، يعمل على الموصلات المناعية التى تسبب الالتهاب الذى تنتج عنه الأجسام المضادة التى تهاجم الجسم، وهناك بعض التجارب التى تجرى حاليا لاستخدام الخلايا الجذعية وحقنها من أجل علاج هذا المرض.