كثيرا ما اتبعنا أنظمة غذائية كثيرة لفترات معينة وقصيرة استطعنا خلالها فقدان العديد من الكيلو جرامات من وزننا، ولكن سرعان ما يعود الوزن مرة أخرى، وذلك بسبب عدم الاستمرار على نفس البرنامج المتبع، ربما لصعوبته أو عدم مناسبته مع الظروف اليومية والحياتية.
لذلك ننصح باتباع ما هو دائم وليس مؤقتا بهدف تعديل العادات السلوكية اليومية، وتجنب الأخطاء التى نكررها، وبذلك نستطيع الوصول إلى الهدف والمحافظة على النجاح.
وبالتالى تصبح معرفة الأساليب السلوكية ضرورة لتكوين فكر جديد فى العلاقة بين الأكل والجسد، ويتم ذلك من خلال تغيير المفاهيم وتحديد السلوكيات المعززة للسمنة، من أجل تحويلها تدريجيا وإلى الأبد، وليس لفترة محدودة بوقت البرنامج، فذلك هو الشرط لكى يكون ممكنا أن تفقد وزنا بلا رجعة، وبالتالى فإن فقد الوزن الناجح والمستديم لا يكون إلا من خلال عملية تغيير السلوك وليس فقط نظام ونوعية الطعام، كما أنها تكون غير محددة بوقت البرنامج.
وعلى هذا فإن الافتراضات المبدئية لبرامج العلاج السلوكى لإنقاص الوزن تتلخص فى إمكانية تغيير وزن الجسد، من خلال تغيير عادات الأكل ونمط الحياة ومواعيد الطعام وطريقة التعامل مع الطعام ومواعيد النوم ومراقبة النفس ثم التقييم، وهذه العادات حسب الفهم السلوكى هى سلوكيات متعلمة وقابلة للتغيير، وإن كانت تحتاج لتغييرها على المدى الطويل إلى تغييرات فى بيئة الشخص الذى نريد تغيير عاداته، وفى حين تبين الدراسات الحديثة أن نتائج البرامج التقليدية للأنظمة الغذائية لفقد الوزن لا تتجاوز حالاتها الناجحة على المدى الطويل 3% أو أقل على مستوى العالم، فقد بينت دراسات عديدة أخرى أن البرامج السلوكية لإنقاص الوزن تستطيع إحداث نقص يعادل 50% من الوزن المبدئى خلال فترة تتراوح بين 4 أشهر وسنة كاملة، وإن كان الحفاظ على الوزن الجديد يحتاج إلى استمرار العلاقة مع أخصائى التغذية واستمرار الالتزام بالسلوكيات المتعلمة، مع عدم العودة إلى عادات الأكل والأخطاء المتبعة قديما.