تمكن مجموعة من الباحثين بالمعهد الوطنى لعلوم الصحة البيئية وأحد المعاهد التابعة للمعهد الوطنى الأمريكى، للصحة من التوصل إلى معلومات هامة للغاية، وتعد من أبرز الأهداف التى يرمى إلى العلماء والباحثين على مدار السنوات الماضية، وستساهم فى علاج أشد الأمراض العصبية وأمراض المخ ضراوة.
وتمكن الباحثون من اكتشاف وسيلة جديدة لنقل وإيصال الأدوية بكفاءة عالية وسهولة إلى الجهاز العصبى والذى يتضمن المخ والنخاع الشوكى، ليتغلب بذلك على الحاجز الدموى المخى "blood brain barrier"، والتخلص من المشكلة الأكبر المتعلقة بالأدوية التى تستهدف المخ وتعوق وصولها إليه، وهو ما سيساعد فى زيادة فاعلية علاج العديد من الأمراض العصبية بسهولة ويسر، ومن أبرزها: إصابات المخ والنخاع الشوكى وسرطان المخ والصرع والأعراض العصبية المصاحبة لمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "Proceedings of the National Academy of Sciences"، وذلك على الموقع الإلكترونى للدورية فى الرابع من شهر سبتمبر الجارى.
وتتخلص الطريقة الجديدة فى تثبيط فاعلية أحد البروتينات التى تقع على البوابات الحارسة المخ، والتى تتلخص وظيفتها الأساسية فى منع وصول إلى أدوية أو أجسام غريبة إلى المخ إلا تحت ظروف معينة، ويعرف هذا البروتين باسم "P-glycoprotein"، وذلك باستخدام عقار "fingolimod" الذى يستخدم لعلاج التصلب المتعدد، حيث حقنت به فئران التجارب، ليتمكن العقار بعد ذلك من إيقاف عمل تلك البوابات المخية ويسمح بدخول الأدوية.
وأضاف الباحثون أن معدل دخول الأدوية إلى المخ زاد بمعدل 3 إلى 5 مرات، وتتميز هذه الطريقة بأنها مؤقتة ويمكن استعادة فاعلية بوابات "P-glycoprotein" مرة أخرى عقب وقت قليل من انتهاء مفعول عقار " fingolimod"، لتستعيد وظيفتها الفسيولوجية والأساسية الهامة، والتى تتمثل فى منع وصول الأجسام الضارة والغريبة إلى المخ والنخاع الشوكى، واللذان يعدان من أكثر الأماكن الحساسة بجسم الإنسان.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج ستغير بشكل جذرى من المفاهيم والاستراتجيات العلاجية والدوائية المستخدمة لعلاج أمراض الجهاز العصبى فى السنوات القادمة.