أكد دكتور جمال شعبان، أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب، أن السمنة المنتشرة تؤدى إلى تقليص متوسط العمر، وفقا لنتائج دراسة علمية.. وقال باحثون إنه بناء على مستوى السمنة الحالى، قد يتقلص متوسط العمر ما بين أربعة وتسعة أشهر.
وإن لم تتوقف نسبة السمنة من الارتفاع - حيث بلغت نسبة 50% كل عشر سنوات فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى - يقول فريق الباحثين، إن متوسط العمر قد يتقلص بفترة تتراوح بين سنتين وخمس سنوات فى غضون عقود فقط.
يذكر أن كل واحد من بين ثلاثة أمريكيين يعانون من السمنة حاليًا وقد لوحظت الارتفاعات الكبيرة ضمن الأطفال، على حد قول الفريق العلمى، الذى يعمل فى جامعة إيلينوى الأمريكية.
وقد حذر التقرير الذى نشر فى مجلة نيو إنجلند جورنل أوف ميديسين من أن السمنة قد تقلص متوسط عمر الإنسان بنسبة ما بين 5 و20 سنة لأنها تزيد من خطر الموت فى سن مبكرة بسبب أمراض القلب، والسكرى، والسرطان، وفشل الكلى.
ويعد متوسط عمر الأمريكيين 77.6 سنة بعد 200 عام من الارتفاع المتواصل.
لكن أحد الباحثين الذين شاركوا فى صياغة التقرير العلمى، ديفد لودويج، قال إن هذا قد يتغير قريبا.
وقال "إن النتائج البعيدة الأمد للسمنة عند الأطفال لم تظهر بعد".
وأطرد لودويج "إن نتائج السمنة لدى الأطفال التى ستكون مثل (موجة) التسونامى لم تصل إلى الشواطئ بعد - إن التعقيدات تأخذ أعواما قبل أن تتطور".
إن النتائج البعيدة الأمد للسمنة عند الأطفال لم تظهر بعد و"إذا بدأ ناقوس الخطر يدق فى سن 12 أو 14، ستكون الانعكاسات الصحية على الجماهير جد وخيمة- تصور الوضع الذى تصبح فيه الأزمات القلبية أو فشل الكلى أمرًا عاديًا بين الشباب الكبار".
وسيكون انخفاض متوسط العمر بتسع سنوات أخطر على المجتمع من التأثير السلبى لوفيات حوادث المرور والقتل والانتحار، حسب ما ذكر فى التقرير.. "مبالغ فيها للغاية".
لكن سامويل بريستون من جامعة بانسيلفانيا، قال فى مقال افتتاحى فى المجلة ذاتها إن هذه التنبؤات "مبالغ فيها للغاية" لأن العديد من الأمريكيين قد تفطنوا لهذه المشكلة وهم الآن يتبعون أنظمة غذائية صحية.
"إن السمنة قد أصبحت بشكل واضح مشكلة صحية كبيرة لدى الأمريكيين.. إنها تؤثر على جوانب عدة من المجتمع".. كما تعانى بلدان أخرى من مشكلة ازدياد نسب السمنة فيها.
نسب السمنة فى جنوب أفريقيا متوازية مع نسب الولايات المتحدة، وهناك حوالى 25% من عدد سكان الشرق الأوسط يعانون من السمنة أو الوزن المفرط، فيما ازدادت العدوى بنسبة 100% بين الرجال فى اليابان منذ 1982. أما فى بريطانيا، فكل واحد من بين خمسة أشخاص يعانون من السمنة فيما يحذر الخبراء من تفاقم الوضعية هناك.
وبالتالى، اقترحت الحكومة البريطانية سلسلة من التدابير لمكافحة السمنة، بما فى ذلك فرض تقييدات على الإعلانات المتعلقة بالوجبات السريعة، التى تستهدف الأطفال، ونظام تصنيفى للتعرّف مدى صحية المواد الغذائية.