يرجع الكثير من الأطباء لجوء الآباء لضرب أطفالهم إلى أنهم قد تعرضوا للضرب بالفعل فى الصغر، وبالرغم من أنه تذوق نفس الألم، ونفس الشعور بالحزن والانكسار، إلا أنه يلتزم بهذا الأسلوب مع طفله، وعقاب الأطفال كوسيلة عامة للتربية فهى وسيلة لا يؤيدها أى رأى طبى على الإطلاق، فما رأى الطب فى هذا الاستنتاج؟.
وعن هذا الأسلوب فى التربية يتحدث الدكتور إكرامى محمد استشارى أمراض الأطفال والباطنة مؤكدا أن هناك العديد من الآراء الطبية التى تؤكد أن طريقة تعامل الآباء تتوقف على الطريقة التى كانوا يعاملون بها فى الصغر، فإذا كان الأب فى صغره قد تم توجيهه توجيها إيجابيا أى تمت معاملته بشكل لائق دون ضرب ودون اللجوء إلى العقاب الجسدى، فإنه فى الغالب سوف يقوم بعمل نفس الشئ مع طفله يقوم بضربه فى الكبر.
ويضيف أن هذه الحالة قد تحدث مع الأم كما فى حالة الأب، فمثلا إذا كانت أم الطفل قد عوقبت وهى صغيرة وتعرضت للضرب والإهانة الجسدية، وكان ذلك العقاب وهذا الضرب هو الأسلوب المتبع الذى نشأت عليه، فإنه فى الغالب كما يؤكد الأطباء أنها سوف تستخدم العقاب مع طفلها.
ويوضح الدكتور محمد أن السبب يرجع إلى أن هذا الأسلوب هو الذى تربى عليه الأب والأم، فالأب لا يعرف أسلوبا غير هذا الأسلوب، كذلك فإنه لا يعرف مدى الضر الذى من الممكن أن يقع على الطفل من العقاب .بالرغم من تعرضه للضرر، والألم وشعر به وهو صغير لكنه يتناساه فى كبره ويتذكر الأسلوب الوحيد الذى يعرفه فهو لا يلجأ لأسلوب آخر، لأنه لا يرى أمامه أى أسلوب آخر.