يوضح الدكتور عبد العظيم العوادلى استشارى العلاج الطبيعى وأستاذ الطب الرياضى ورئيس الجمعية المصرية للإصابات الرياضية، أن هناك أسباب دائمة للإصابة بآلام أسفل الظهر أهمها على الإطلاق الحياة بالطريقة العصرية المرهفة والاعتماد على الكماليات والأدوات والأجهزة التى أغنت الإنسان عن استخدام عضلاته ولجوئه إلى الراحة المرهفة وعدم الحركة الكثيرة، مما اضطره إلى تأدية معظم أعماله وهو جالس خامل دون حركة .
ويشير دكتور عبد العظيم إلى أن أطباء علاج الألم بجامعة ميتشجان الأمريكية، ذكروا أن هذا المرض مشكلة اجتماعية ترجع أساسا إلى نوعية الحياة التى نحياها الآن وبطبيعة الحال نحن نتفق مع رأى هؤلاء الأطباء، ولكن هناك أسباب أخرى كثيرة فقد يحدث الألم نتيجة لوقوف عربة فجاة أو نتيجة لحركة خاطئة فى منافسة رياضية أو نتيجة لارتداء حذاء الكعب العالى غير الصحى، وكذلك نتيجة للانحناء بطريقة خاطئة أو الجلوس على الكراسى غير الصحيحة مثل الكراسى المصنوعة من الإسفنج الطرى أو ذى السوست.
وقد تبدأ الشكوى والآلام فى سن الشباب إذا كانت لدى أحدهم عاهة أو إصابة فى إحدى ساقية ونتج عنها قصر فى إحدى الساقين عن الأخرى بمقدار نصف بوصة أو أكثر فإنه يعانى آلام الظهر نتيجة لعدم انتظام الضغط على العمود الفقرى، كما أنه إذا لم تنمو إحدى الفقرات بانتظام فالنتيجة حدوث انحناء جانبى وتشوه فى العمود الفقرى، مما ينتج عنه عجز وعدم القدرة على تأدية الوظائف إضافة للآلام وقد ترجع الانحناءة الجانبية للعمود الفقرى، نتيجة لبعض العادات الخاطئة فى حمل الأشياء مثل حمل الطفل الصغير لشنطة المدرسة المملوءة بالكتب وبثقلها كلها فى يد واحدة مما يدفع العمود الفقرى للانحناء الجانبى.
ومن الجدير بالذكر أن الدراسات تشير أن نسبة 64% من تلاميذ المدارس الإعدادية، يعانون من آلام الظهر نظرا لحملهم حقائب يزيد وزنها عن 15: 20 كيلو جراما.
وقد يصاب المراهقون بصفة خاصة بالانحناء الأمامى أو القتب فى الفقرات الصدرية، نتيجة للجلوس الخاطئ خاصة وهم فى المرحلة المراهقة والتى يسهل فيها التأثير على شكل العمود الفقرى وانتظامه، كما يحدث زيادة فى تقعر المنطقة القطنية نتيجة لبروز الكرش وازدياد حجمة وكذلك نتيجة للعادات السيئة فى المشى، كما فى مشية اللوردات والعادات السيئة نتيجة طبيعة العمل .
وقد تنمو بعض الأورام فى بعض الفراغات المحددة المجاورة للعمود الفقرى مسببا ضغطا على الأعصاب وفى حالات الالتهابات المفصلية الروماتزمية فى الوسائد الغضروفية الموجودة فيما بين الفقرات وبعضها، والتى تعمل على امتصاص الصدمات والوقاية من تآكل العظام تفقد خاصيتها الجيلاتينية الاسفنجية ومن ثم تختفى مما ينتج عنه ضيق فى الممر الذى تمر فيه الأعصاب وبالتالى يحدث الألم والالتهابات .