الإخوان المسلمون يفضلون حسن البنا على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيخنا العلامة محمد صالح العثيمين لما ذُكر له عمل بعض الدعاة من تقسيم الكويت إلى مناطق لكل منها مسؤول تطيعه الجماعة قال: «ما في أمير إلا ابن صباح»
ابن لادن والظواهري أزاحا عبدالله عزام بطريقة بشعة تفوق اغتيالهم للسادات كي تكون لهما الصدارة والقيادة
سلمان العودة بارك المجازر الدموية التي جرت في الجزائر في حين نصح ابن عثيمين المقاتلين الجزائريين بوقف القتال
د.طارق السويدان يعيش نظام الحركة لا الدولة.. وإلا فلا يوجد كويتي لا يعرف أن الحكم متوارث في آل الصباح والبيعة تلزمه سواء رضي أم لم يرض
الإخوان يتربصون بالأنظمة العربية والإسلامية حتى الخليجية منها ولهم فرقة اغتيالات خاصة لتصفية من يعارضهم
لهم فرق خاصة ترصد الأطفال والصبيان لتتم صياغتهم وفق خطط حزب الإخوان المسلمين
كتاب من تأليف د.حمد بن إبراهيم العثمان:
لحن التربص بالأنظمة من يعتقد عدم وجود جماعة للمسلمين، ويحصر الخير في نفسه فهو متربص بسقوط النظام ضرورة ليقيم جماعته.
وهذا الكلام دلائله واضحة وصريحة ومقروءة لكل بصير.
يقول النائب الأول – سابقاً – للمرشد العام للاخوان المسلمين محمد حبيب(1): «ومتى يكون الشعب قادراً على استرداد حقوقه وفرض ارادته والمشاركة في صنع الحياة، عندها سوف نفكر في المنافسة على السلطة، لأن الشعب عندها سوف يختار الناس الذين يتوافقون مع اهتماماتهم، فنحن لسنا مستعجلين، والمسألة ليست سلطة فحسب، ولكنه شعب يجب ان يحصل على حقه في الاختيار».
وهذا التربص لا يختص بزمن الملكية بمصر، ولا ينحصر بحدود مصر، بل هو عام لكل الأنظمة حتى الخليجية منها.
يقول د.عائض القرني(2):
وعبيد الأرض لا حول لهم
وزوال الملك عنهم في وشك
ويقول القرني أيضاً(3):
فبكت لما رأت نجداً وما
دمعها الا معان وكلاما
أنا لا أرغب سكنى القصر ما
دام قلبي في حثى الذل مساما
ولما عارض الاخوان المسلمون بمصر توريث الحكم، نطق د.طارق السويدان بالكلام نفسه، حيث قال: «من حقي أختار رئيسي»، فهو التزام حركي دولي معمم على كل فروع الحركة، فتمارس لحناً حركياً واحداً.
يقول د.يوسف القرضاوي(4): «اذا عطس فضيلته – يعني حسن البنا – في القاهرة، صاح رئيس شعبة الاخوان في أسوان: «يرحمكم الله»!!.
وهكذا توافق اللحن والعطاس الحركي أعاذ الله ديارنا منه.
د.طارق السويدان يعيش نظام الحركة لا نظام الدولة، والا فلا يوجد كويتي لا يعرف ان الحكم متوارث في آل الصباح، والبيعة تلزمه سواء رضي أو لم يرضَ.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله(5): «وما أمر الله به ورسوله من طاعة ولاة الأمور ومناصحتهم واجب على الانسان، وان لم يعاهدهم عليه، وان لم يحلف لهم الأيمان المؤكدة، كما يجب عليه الصلوات الخمس، والزكاة، والصيام، وحج البيت، وغير ذلك مما أمر الله به ورسوله من الطاعة، فاذا حلف على ذلك كان ذلك توكيداً وتثبيتاً لما أمر الله به ورسوله من طاعة ولاة الأمور ومناصحتهم».
فرقة خاصة للاغتيالات
لحن حركة الاخوان المسلمين عظيم، جمعوا أعظم العدوان على دماء الناس وأديانهم. فضرر البدعة وافسادها لأديان الناس، وما يترتب عليه من فساد الدنيا تقريره واضح في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} [القصص: 50].
قال الشاطبي رحمه الله (ت: 790هـ) بعد ان حشد أنواع الأدلة في ضرر البدعة(6): «ان المبتدع، اذا اتُّبع في بدعته، لم يمكنه التلافي – غالباً – فيها، ولم يزل أثرها في الأرض مستطيراً الى قيام الساعة، وذلك كله بسببه، فهي أدهى من قتل النفس.
قال مالك رحمة الله عليه: «ان العبد لو ارتكب جميع الكبائر – بعد ألا يُشرك بالله شيئاً، رجوت له أرفع المنازل، لأن كل ذنب بين العبد وربه هو منه على رجاء، وصاحب البدعة ليس هو منها على رجاء، انما يُهْوى به في نار جهنم، فهذا منه نص بانفاذ الوعيد».
والاخوان المسلمون لهم فرقة خاصة مهمتها تنفيذ أعمال خاصة، وهذا بشهادتهم أنفسهم، وهذا الأمر تجاوز مرحلة التنظير الى مرحلة التطبيق العملي.
قال د.يوسف القرضاوي(7): «وفي اليوم الثامن والعشرين من شهر ديسمبر – أي بعد حل الاخوان بعشرين يوماً – وقع ما حذّر منه الامام البنا، فقد أذيع نبأ اغتيال رئيس الوزراء ووزير الداخلية والحاكم العسكري العام محمود فهمي باشا النقراشي، في قلب عرينه وزارة الداخلية، أطلقت عليه رصاصات أودت بحياته.
وكان الذي قام بهذا العمل طالباً بكلية الطب البيطري بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، اسمه عبدالمجيد حسن، أحد طلاب الاخوان، ومن أعضاء النظام الخاص، الذي قُبض عليه في الحال، وأودع السجن، وقد ارتكب فعلته، وهو يرتدي زي ضابط شرطة، لهذا لم يشك فيه حين دخل وزارة الداخلية، وانتظر رئيس الحكومة، حتى أطلق عليه رصاص مسدسه».
الى ان قال(8): «وقابل عامة الاخوان اغتيال النقراشي بفرحة مشوبة بالحذر، فقد رد عبدالمجيد حسن لهم كرامتهم، وأثبت ان لحمهم مسموم لا يؤكل، وأن من اعتدى عليهم لابد ان يأخذ جزاءه!».
واغتيال خالد الاسلامبولي للرئيس أنور السادات باركه الاخوان المسلمون عندنا، كما هو معلوم في خطبة الشيخ الداعية أحمد القطان.
واغتيالاتهم ليست حصرية في ولاة الأمر ووزرائهم وبطانتهم، بل يمتد الى كل ما يحقق أغراض هيمنتهم على مواقع الريادة والرئاسة.
وأعظم شاهد على ذلك اغتيال الشيخ د.عبدالله عزام رحمه الله، فانه ذهب الى أفغانستان قبل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، ولحق التلميذ ابن لادن شيخه د.عبدالله عزام رحمه الله، وكانت الصدارة والقيادة لعبدالله عزام رحمه الله لجهاده بنفسه وسابقته عنهم، وقوته العلمية، فلم يكن بدٌ من ازاحة هذا القائد لتكون الصدارة والقيادة لابن لادن والظواهري، فانتهى المقام الى اغتيال عبدالله عزام رحمه الله بطريقة بشعة تفوق اغتيالهم للسادات.
وفي مقابلة قناة الجزيرة لأسامة بن لادن، لم يكن ابن لادن مريحاً في جوابه عن سؤال المذيع: من قتل عبدالله عزام؟!!!.
لحن السرف في الدماء
الفرق بين الاسلام الفطري والاسلام السياسي واضح، فأئمة السلف أئمة ورع عن الدماء، وشيوخ الاسلام الحركي المتطلعون للسلطة أهل سرف في القتل، فهذا مروان ابن الحكم ابن أبي العاص قال لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما: هَلُمّ نبايعك فانك سيد العرب، وابن سيدها، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: فكيف أصنع بأهل المشرق! قال: نقاتلهم! فقال ابن عمر رضي الله عنهما: والله ما يسرني ان العرب دانت لي سبعين عاما، وأنه قتل في سببي رجل واحد(9).
بينما نجد سلمان العودة في محاضرته «مهرجان بريدة»، يبارك المجازر الدموية التي جرت بين أبناء الشعب الجزائري المسلم، ويهوّن من شأن الدماء التي أريقت مع أنها بلغت الآلاف، حيث قال العودة مغرراً بالشباب بالاستمرار في فتنة الاقتتال: «أتدرون كم دفعت الجزائر كدولة وكأمة! كم دفعت ثمناً للعدوان على رجال الاسلام: على عباس مدني، على علي ابن حاج، على غيرهم من رموز الدعوة، ورموز الاسلام!.
فقط عشرة آلاف قتيل!!!».
ويلك يا ابن عودة، ما أهون الدماء عندك!!!.
نفسٌ واحدة أعظم عند الله من زوال السموات والأرض، وعشرة آلاف عندك لا شيء!!!.
عشرة آلاف في بداية القتال، والله أعلم كم تضاعف هذا العدد مع مرور السنين واستمرار القتال؟!!.
وفي الوقت الذي كان فيه سلمان العودة يهيج الفتن ويضرم شررها، نجد العلماء الربانيين الراسخين يطفئون نارها، فقد نصح شيخنا العلامة محمد الصالح العثيمين رحمه الله المقاتلين في الجزائر بوضع السلاح ووقف القتال وحقن الدماء، وأمر بصرف الجهود الى الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد قال رحمه الله جواباً لمن سأله عن الاستمرار في القتال في الجزائر: «والله! لا يجوز لهم!.
لا يجوز لهم المضي فيما هم عليه من الحرب الآن، اذ إنها حرب عقيم ليس لها فائدة، ولا تولّد الا الشرّ والشّرر»(10).
تمسكن حتى تتمكن
أهداف حركة الاخوان المسلمين لا تتوقف عند مجرد دعوة الناس وهدايتهم ونصحهم وارشادهم، وتوزيع الصدقات والزكوات، كلا!!!.
هذا ربما يتوهمه من يشاهد هدوء مرحلة ما قبل التمكين للحركة.
والا فالاخوان أنفسهم يصرحون بأنهم ليسوا مجرد دعاة، ولا يكتفون من الناس بالصلاح والديانة والتقوى ولو بلغوا أعلى درجات الصلاح، حتى يكون الناس مرؤوسين ويكون الاخوان المسلمون هم الرؤساء.
يقول د.جاسم المهلهل الياسين(11): «دعوة الاخوان ترفض ان يكون في صفوفها أي شخص ينفر من التقيد بخططهم ونظامهم ولو كان أروع الدعاة فهماً للاسلام وعقيدته وأنظمته، وأكثرهم قراءة للكتب، ومن أشد المسلمين حماسة، وأخشعهم في الصلاة.والاخوان لا يبالون بهم(12) – وهم بهذه المزايا – الا ان يقبلوا التقيد بخطط الجماعة، والسعي لاقامة أهدافها، وهي اقامة دولة الاسلام – يعني دولة الحركة، ذلك فضلاً عن المنحرفين والغافلين وغيرهم».
ولذلك هم في طور التغلغل في المجتمع المدني لحين بلوغ مرحلة التمكين، قال الشيخ عبدالله ناصح علوان رحمه الله وهو من دعاة الحركة(13): «وحين يصل المسلمون الى مرحلة ايجاد القاعدة الشعبية وتمتد حركتهم في الجموع الزاخرة من أبناء الأمة الاسلامية، وتتغلغل في الشعوب المؤمنة في كل مكان: تأتي مرحلة التنفيذ ولحظة الحسم».
وقال الشيخ عبدالله ناصح علوان مفسراً ومبيناً حقيقة لجانهم الدعوية(14): «ولا يمكن ان نقول عن هذه القاعدة إنها كثيرة حتى تتغلغل في أوساط المثقفين والعمال والمواطنين والأطباء والمهندسين والأغنياء والعلماء، وعلى العموم ان تتغلغل في كل البيئات وعلى كل المستويات، فهذه لجنة دعوية في محيط الطلاب، وأخرى مسؤولة عن قطاع النساء والطالبات، وخامسة مهمتها في مجال القرى والأرياف، وسابعة في ميدان العوائل الكبيرة والأحياء».
فسطاط الإخوان
طبيعي لمن يحصر الخير في نفسه، ويرى عدم وجود جماعة للمسلمين ويحكم على المجتمعات الاسلامية بالجاهلية ان يعتبر من هو خارج فسطاطه شبه مسلم، والعياذ بالله.
قال علي عشماوي(15): «في هذه المرحلة ينبغي على الأفراد المنتظمين للحركة ان ينفصلوا شعورياً عن المجتمع وأن لا يشاركوا في شيء بينهم وبين أنفسهم، ولا يجهرون بذلك حتى يكتمل نضجهم وتتم تربيتهم وتتم توسعة رقعتهم وزيادة أعدادهم على قدر الامكان، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة أخرى هي: مرحلة المفاصلة، وهي: ان يقف رجالات هذه الدعوة ويفاصلوا المجتمع، ويقولوا: ان هذه طريقنا وهذه طريقكم، فمن أراد ان يلحق بنا فهو مسلم، ومن وقف ضدنا فقد حكم على نفسه بالكفر، ولكل ان يتخذ ما يراه من موقف في هذه الحالة، وحين يفصل الله بين الطرفين بشيء أو بآخر، فاما ان ينصر الله الفئة المؤمنة وتأخذ بزمام الأمور، واما ان يكون العكس، ويكون في قضاء الله ان تذبح هذه الفئة المؤمنة كما حدث لأصحاب الأخدود الذين فاصلوا قومهم(16)، ثم قضى عليهم عن طريق دفنهم في الأخدود كما جاء في القرآن الكريم».
أعاذنا الله من فسطاط الحركة، ومن مراحلهم، ومن تكفيرهم.
وهذا يدلنا على ان الحكم على من ليس في صف الجماعات الحركية بالكفر سابق للنوازل السياسية، وأنه ليس اصطلاحاً حادثاً استعمله أيمن الظواهري وأسامة بن لادن بعد أحداث سبتمبر.
منافقة الولاة والناس
يقول د.جاسم المهلهل الياسين متحدثاً عن مواقف حركته السياسية مع الولاة(17): «فما من تعاون مع حزب معيب أو تصريح بثناء على فعلة حسنة من حاكم لم يتم اسلامه أو ما شابه(18) ذلك، الا وللقيادات فيها تأويل مستخرج وفق هذا الافتاء.
ولا يدعي الاخوان ان كل هذه التصرفات المعتمدة على هذه القاعدة كانت صواباً دوماً في نتائجها، فان ذلك ليس ركناً في توثيق المسلم، انما يجتهد في باب السياسة كما في غيرها، فيصيب ويخطئ تبعاً لدى فراسته وطول تجربته، انما الركن المهم هو ان هذا التأويل والاجتهاد يستند الى أقوال في مذاهب أعيان الفقهاء القدماء.
كما أنه لا يمكن للقيادات على طول الخط ان تكشف حوارها حين تقرير مثل هذه الخطوات القائمة على الموازنة بين المصالح والمفاسد، وذلك لأنها قد تعتمد على أسرار لا يسوغ كشفها، أو تبريرات مضمرة لا تريد ان يتسرب علمها الى أعداء الاسلام فيحورون خطتهم العدائية تبعاً لذلك».
رصد الصبيان واختطافهم فكرياً
فمع التغلغل الذي تقوم به الحركة، فان لهم فرقاً خاصة ترصد الأطفال والصبيان الصغار، يجتذبونهم الى حزبهم ليتم صياغتهم منذ نعومة أظفارهم وفق خطط حزب الاخوان المسلمين.
وهذا أخطر ما يكون من تخبيب أبنائنا، لأن الصغير سهل تشكيله لأنه لا علم عنده ولا تجربة، وحسن الظن بكل من يجتذبه للدعوة الى الله، الا ان يمنّ الله عليه بناصح عارف فينبهه منذ البداية حتى لا ينتزع الحركيون الصبي من أهله، ثم يكون ولاؤه وطاعته لقيادات الحركة الذين ليس لهم عليه أي ولاية شرعية كولاية والديه وولي أمره.
يقول د.جاسم المهلهل الياسين(19): «لابد ان تكون هناك مؤسسة في الحركة الاسلامية تتبنى هذا الأمر، فكما تخصص الحركة الاسلامية مؤسسات اقتصادية واجتماعية وثقافية، لابد ان توجد مؤسسة للصياغة القيادية تتبنى من يتلمس أصحاب الحركة فيهم التكوينية القيادية، ثم يعتنى بهم منذ نعومة أظفارهم، بتفريغ أناس لهم من جميع الاختصاصات، وترصد لهم ميزانية لا تقل عن باقي المؤسسات ان لم تكن أكثر لأهمية العنصر القيادي، مع الأخذ بالاعتبار ان العناصر القيادية اذا تم نضجها لا توزع وتترك حتى تنتهي، بل لابد ان يستلموا مكان القيادة التي نطلق عليها ان صح التعبير «القيادة المُعِدة» - بضم الميم وكسر العين – للقيادة القائدة، وذلك لا يعني أنه ينتهي دورها بتسليمها مكانها للعناصر الجديدة، بل تبقى في المراكز الاستشارية أو في المكان الذي تستفيد منه الحركة من تجاربهم وقدمهم».
الأمير الحركي
واضح ان حركة الاخوان المسلمين عندهم أمير، وله بيعة وسمع وطاعة، تفوق طاعتنا لولاتنا(20).
يقول د.جاسم المهلهل الياسين(21): «حتمية التأمير: وهذه بدهية من البدهيات وحقيقة مسلم بها لدى أبسط الناس وأقلهم فهماً في أوليات الاسلام، وما كان من عزم على ذكرها لولا أني رأيت شباباً ممن يحمل هذه الدعوة ينكرها، ولا يكتفي بذلك، بل يعمل على حربها، انها حتمية التأمير في كل عمل من أعمال الاسلام كبر هذا العمل – كبناء دولة – أم صغر – كسفر الى أقرب بلدة».
ثم أخذ الدكتور جاسم المهلهل بحماية تنظيره من النقد، حيث قال(22): «ولكن هناك تنبيه وهو ان هذه الامارة ليست هي امامة المسلمين، ولا هي الامارة العامة، بل هي شبيهة بامارة السفر، فمن أراد ان يسافر مع هذه القافلة فعليه ان يلتزم بطاعة أميرها بالمعروف، وان أراد ان يسافر مع غير هذه القافلة فهو ليس ملزما معهم بشيء».
وهذا التفاف مكشوف ساقط، لعدة وجوه:
الأول: ان الشرع لم يجعل للناس الا حكمين: اقامة، أو سفر، فلنا أمير في اقامتنا، فاتخاذ أمير حركي في وطننا دار اقامتنا وتسميته بأمير قافلة الاخوان المسلمين، فهذا لعب بالدين، وهو من منازعة السلطان في امارته.
وشيخنا العلامة محمد الصالح العثيمين رحمة الله عليه لما ذُكر له عمل بعض الدعاة في الكويت، من تقسيم الكويت الى مناطق، وتعيين مسؤول لكل منطقة يَسمع ويطيع له أفراد هذه الجماعة، قال شيخنا رحمه الله: «ما في أمير الا ابن صباح»(23).
الثاني: مقصود الامارة الطاعة سواء سميتها قافلة أو ولاية، فالعبرة بالحقائق الشرعية لا بالاختراعات الحركية البدعية، وأنت قد أعطيت امارة قافلة الاخوان مسمى «الولاية» لأن مقصودها الطاعة وقد أوجبتها لحزبك.
قال د.جاسم المهلهل(24): «وذلك لأن الذين يجتمعون يحتاجون الى اجتماع الكلمة، وهذا لا يحصل الا اذا كان عليهم أمير يأمرهم فيطيعونه، حيث لا معنى لامارة بدون طاعة».
الثالث: هذا التنظير لابد ان يؤخذ مضموماً مع اعتقاد الاخوان عدم الولاء لأي حكومة كما قال حسن البنا مؤسس الحزب(25)، فحينئذ لا يكون في البلد الا امارة واحدة، امارة القافلة.
الرابع: تصرفات أمير القافلة الكبرى الشيخ حسن البنا تدل على اعتقادهم أنها امارة ولاية حقاً وصدقاً، فلا يصدرون الا عن قوله، فهو الأمير وهو المطاع.
باطنية الحركة
حركة الاخوان المسلمين ليست كاسلام أهل الكويت الفطري، فالاخوان المسلمون لهم وجه مع الولاة والشعب، ولهم في خلواتهم واجتماعاتهم السرية ترتيبات أخرى يتكتمونها عن كل الناس الا خاصة حزبهم، وهذا باعترافهم أنفسهم.
يقول محمد أحمد الراشد الذي استدل بكلامه كثيراً د.جاسم المهلهل في كتابه – للدعاة فقط -: «فالدعوة دار لها داخل وظاهر، فالظاهر يسع كل أمة محمد، لكن الداخل حرم(26)، وهو مأوى الأشداء الثقات النبلاء الأمناء فقط، لأنه موطن اتخاذ القرار واختيار الخطة والأسرار، وأي تساهل في ذلك قد ينتج عنه الانحراف، ولذلك لن يصل له الا القديم الولاء العابد المتواضع.
ولابد من وجود الصفوف الخلفية التربوية حيث أهل النقاء والالتزام وحيث الثوابت والاستقرار، بل وفي معظم الأحوال يجب استتار هذه الصفوف بسبب الضرورات الأمنية.
والحل الذي هو خير من ذلك كله: ان يبقى مصنع الرجال الخلفي مستترا لا يمسه ترخيص ولا اعلان ولا تبديل ولا تسهيل، وأن يبقى مصدراً للقرار، وأن تكون هناك واجهة من بعض المقيمين على شكل حزب أو جمعية، وأهمية القيادة في العمل الاسلامي وأن جودة عمل صُنّاع الحياة لا يلغي دورها، ولابد من طاعتها والصدور عن أمرها، فهي قلب العمل، وأداة الانسجام والتناغم وطريق المناقلة وحزام الربط»(27).
تفضيل البنا على الصحابة
غرور الحركة فوق ما نتصوره، ممكن يزهو الاخوان المسلمون بأنفسهم، ويقارنون أنفسهم بالأحزاب الأخرى، مع ما هم عليه من انحراف في العقيدة والمنهج.
أما ان يرى الاخوان المسلمون أنفسهم أو قيادتهم أفضل من الصحابة، فذلك الغرور المتناهي، الذي سيُضحك عليهم كل من يقدر الصحابة حق قدرهم ويعرف سيرتهم.
يقول د.يوسف القرضاوي مبيناً ما جرى في كلية الأزهر من مساجلة بين الشيخ أحمدين، وأتباع حسن البنا لما قرروا تفضيل حسن البنا على الصحابة(28): «وهنا قال أحد الأخوة في الفصل (وهو الأخ محمد حسن راضي من بسيون): مثل الشيخ حسن البنا وما قام به من دعوة وجهاد – يعني أفضل من بعض الصحابة -.
وما ان ذكر اسم حسن البنا حتى ثار الشيخ أحمدين ثورة عارمة، وقال: تريد ان تجعل حسن البنا أفضل من الصحابة؟ وهاجم الشيخ الأستاذ حسن البنا بعنف.
وهنا قلت للشيخ: يا مولانا هذا رجل أفضى الى ربه، وقد نهينا عن سب الموتى، وما ذنب حسن البنا اذا اختار أحد تلاميذه رأياً يخالف رأي فضيلتك، أو رأي الجمهور؟».
واعتراض القرضاوي على الشيخ أحمدين اعتراض فاسد، فأين حسن البنا من الصحابة؟!!.
والمسألة اعتقادية ليست كما يريد توصيفها د.القرضاوي: «كل له رأيه»، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم» [متفق عليه].
أئمة السلف ما رضوا بتفضيل عمر بن عبدالعزيز رحمه الله على الصحابة مع تمام ورع وديانة وعدل وتقوى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله وصحة اعتقاده، فكيف بحسن البنا؟!!!.
قيل لحماد بن أسامة: أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز؟.
فقال: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاس بهم أحد(29).
وقيل لابن المبارك رحمه الله: معاوية خير أو عمر بن عبدالعزيز؟.
فقال ابن المبارك: تراب دخل في أنف معاوية رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأفضل من عمر بن عبدالعزيز(30).
فشرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وحدها لا يدركها حسن البنا ولا أصحاب البنا جميعاً.
ونقاوة عقيدة الصحابة لا يدركها حسن البنا الذي يشد الرحال للقبور ويفوض معاني أسماء الله وصفاته، ويفارق الجماعة.
الهوامش:
(1) صحيفة الرؤية الكويتية، تاريخ 2008/3/23، ص 28.
(2) لحن الخلود ص 56، بواسطة تخليص العباد من وحشية أبي القتاد ص 140 – 141.
(3) لحن الخلود ص 46 – 47.
(4) ابن القرية (248/1).
(5) مجموع الفتاوى (9/35).
(6) الاعتصام (270/3).
(7) ابن القرية والكتّاب (335/1).
(8) ابن القرية والكتّاب (335/1).
(9) الاشراف في منازل الأشراف ص 105.
(10) فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من الدماء في الجزائر ص 157.
(1 ) للدعاة فقط ص 160.
(12) أين الأخوة في الله؟!! الصادقون لا يبالون بعدم مبالاة حزب المهلهل، لأنهم يبتغون رضى الله لا رضا حزب الاخوان المسلمين.
(13) عقبات في طريق الدعاة (368/2)، بواسطة فكر الارهاب للدكتور عبدالسلام السحيمي.
(14) عقبات في طريق الدعاة (388/2).
(15) التاريخ السري لجماعة الاخوان المسلمين ص 94، 95، 99، بواسطة فكر الارهاب للدكتور عبدالسلام السحيمي.
(16) قوم أصحاب الخدود كانوا كفاراً، وقومنا مسلمون يا حركة!!.
(17) للدعاة فقط ص 161 – 162.
(18) لا نعرف اصطلاحاً في الشرع كهذا، ما شابه المسلم!!! هل هو تكفير على استحياء؟! وأين الحياء وقد سبقه تكفير صريح «لم يتم اسلامه».
(19) للدعاة فقط ص 182 – 183.
(20) الله أعلم أي تصنيف يختارونه له: «لم يتم اسلامه»، أو «شبه مسلم».
(21) للدعاة فقط ص 196.
(22) للدعاة فقط ص 200 – 201.
(23) دفع المراء عن حديث الافتراق ص 75.
(24) للدعاة فقط ص 197.
(25) صناعة الحياة ص 113 – 116، باختصار، بواسطة فكر الارهاب ص 73.
(26) ثالث الحرمين: الحرم الحركي!!!.
(27) صناعة الحياة ص 113 – 116، باختصار، بواسطة فكر الارهاب ص 73.
(28) ابن القرية (491/1).
(29) رواه الآجري في الشريعة (520/3) واسناده صحيح.
(30) رواه الآجري في الشريعة (520/3) واسناده صحيح.