[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
ولم ينجُ إلاَّ واحد من ركابها جَرَفته الأمواج و ألقته على جزيرة صغيرة
غير مأهولة بالسكان. ولما أفاق الرجل، الذي كان تقياً يخاف الله، لم يجد
وسيلة أمامه سوى الصلاة لله لكي ينقذه. وفي كل يوم كان يدور ببصره في عرض
البحر لعلَّه يجد في الأُفق سفينة تأتي لتنقذه، ولكنه لم يجد شيئاً. وإذ
أُرهق من البحث والتعب، قرر أن يبني كوخاً صغيراً من بقايا الخشب العائم
بجانب الشاطئ ليأويه من أجواء الطبيعة، و ليحفظ حاجياته القليلة التي بقيت
معه. لكنه ذات يوم، وبعد أن تجوَّل ليجمع من حوله ما يجده صالحاً ليقتات
به، رجع إلى بيته ليجد كوخه الصغير يشتعل بالنار، وقد التف الدخان صاعداً
إلى السماء. و ما أسوأ الكارثة التي حدثت، فقد ضاع كل شيء! وصُعق الرجل
بالحزن والغضب صارخاً: ”كيف تفعل بي هكذا، يا رب“؟ ومـن الحزن والتعب نام.
وباكراً جداً في اليوم التالي، استيقظ على صوت سفينة تمخر عباب البحر. فقام
لتوِّه وشاهد سفينة تقترب من الجزيرة وكأنها آتية خصيصاً له! لا شكَّ أنها
أتت لتنقذه. و حالما وصلت، توجَّه الرجل المغموم نحو قائدها، وسأله: ”كيف
عرفتَ أني أنا هنا“؟ فردَّ عليه القبطان: ”لقد رأيتُ الدخان الذي أصعدتَه
أنت عالياً، وهذه علامة عندنا نحن البحَّارة بها نعرف أن شخصاً ما يطلب
النجدة“! من السهل أن تثبط همَّتنا حين يُصيبنا مكروه، ولكن ينبغي ألاَّ
نيأس أو يخور قلبنا فينا، لأن الله هو مدبِّر حياتنا، حتى ونحن في عمق
الألم والمعاناة. تذكَّر في كل مرة يحترق بيتك، أي يضيع كل ما وضعتَ عليه
آمالك، أن الدخان الصاعد منه هو الذي يستدعي نعمة الله لتنقذك. وحينما
نتواجه مع البلايا والمحن ونتكلَّم مع أنفسنا بالسلبيات، يردُّ علينا الله
بالإيجابيات